عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-19, 10:40 PM   #1
أبو رياض القرني

آخر زيارة »  10-28-19 (08:27 PM)

 الأوسمة و جوائز

Icon N22 ان أردت أن تكون موصولاً بالله فعليك بطاعة الله والإحسان إلى خَلْقه



.
﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ )
بمعنى حافظ على التزامٍ قبل الصلاة، وعلى طاعةٍ الله قبل الصلاة، حافظ على إحسانٍ للخلق، كي تجد الطريق سالكاً

لا تستطيع أن تتصل بالله إلا بعملٍ طيب :

﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾ سورة الكهف: 110
وأبواب الله مفتَّحة، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، اعمل عملاً طيباً،في البيت هناك عمل طيب، كن أباً كاملاً فهذا عمل طيب، وكن ابناً باراً، وكوني زوجةً وفيةً، وكن أخاً رحيماً، والآن كن تاجراً صدوقاً، أو كن موظفاًأميناً على مصالح المواطنين، واخدم الناس؛ وكن عفيفاً، وابذل وانصح الناس،
وتعالَ إلى الصلاة، كل هؤلاء الناس عباد الله، فإذا أكرمتهم، ونصحتهم، وطمأنتهم، وأخلصت لهم،
وقدَّمت لهم خدمة، وأعنت ضعيفَهم، وأطعمت جائعهم، وكسوت عاريهم، فالله عزَّ وجل يتجلَّى عليك بالصلاة، هذه أدق نقطةٍ في الصلاة: كيف تقف بين يدي الله عزَّ وجل كي تتصل به وقد ضربت فلاناً، وشتمت فلاناً، واعتديت على فلان، وقتلت فلاناً، وابتززت مال فلان، واحتلت على فلان، وتقول: يا رب الحمد لله رب العالمين، سوف تجد الطريق مسدوداً، ملعون هذا الإنسان، لعنه الله، وأبعده عن جلاله، فكيف تستطيع أن تصلي ومالُك حرام؟ وأنت تبني مجدك على أنقاض الآخرين؟ تبني حياتك على موتهم، وغناك على فقرهم، وأمنك على خوفهم، وكيف تستطيع أن تصلي وقد أسأت لمن حولك؟ هذا زوج ظالم، وذاك تاجر غشاش، ورجلٌ ماكر، وشريك محتال، وموظف يبتز أموال الناس، ويعقِّد الأمر عليهم، كيف يستطيع أن يصلي؟ بإمكانك أن تقف، وأن تقرأ، وتركع، وتسجد، أما أن تتصل بالله وقد أسأت إلى خلقه، وابتززت أموالهم، وأخفتهم، وأتعبتهم، والإنسان بُنيان الله وملعون مَن هدم بنيان الله، فلا تستطيع أن تصلي.

إن أردت أن تكون موصولاً بالله فعليك بطاعة الله والإحسان إلى خَلْقه :

أكاد أقول أيها الأخوة: هذه أخطر نقطة في الدين كله، الدين كله أنْ تستقيم، وأنْ تكون صادقاً.. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيف فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا
نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصَدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ والْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ))[أخرجه الإمام أحمد عن أم سلمة أم المؤمنين )
هذا هو الإسلام، الإسلام أخلاق، والإسلام صدق، وأمانة، ونصيحة، وعفة، وحكمة، ورحمة، هذا هو الإسلام، إنْ كنتَ هكذا فالطريق إلى الله سالك، والآن إنسان عنده هاتف ولكن لا يوجد خط، رفع السماعة فلم يسمع صوتاً، ليس للخطِّ قيمة إطلاقاً إلا بهذا الصوت، يقال: الخط لا توجد حرارة، والاستقامة تحدث حرارة، ومن دون استقامة لن توجد الحرارة، الخط مقطوع، إن أردت أن تكون موصولاً بالله فعليك بطاعة الله، وعليك بالإحسان إلى خَلْقه، والإنسان بنيان الله وملعونٌ من هدم بنيان الله.
جاء إنسانٌ فقيرٌ ليشتري منك حاجة، فشعرت أنه مغفّلٌ، فبِعته حاجةً سيِّئةً بسعرٍ باهظ، ثم تقول: أخي حان وقت الصلاة، وقد أذَّن، نذهب إلى المسجد، أي مسجد هذا؟ هذه اسمها احتيال، فأنت تغش الناس، وتكذب عليهم، وتبتزُّ أموالهم، تخوِّفهم أحياناً، وتحتال عليهم، وتطلب شيئاً ليس من حقك أن تأخذه، ولادة طبيعية، تقول: قيصرية، ستة عشرَ ألفاً، فصدقك وقال لك: مثلما تريد، علماً بأنّ الولادة عادية جداً، طبعاً بين ثلاثة آلاف وبين ستة عشرَ ألفاً فرق كبير، وهكذا الطبيب، والمدرس، والمحامي، وكل إنسان هكذا

راتب النابلسى
موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية