عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-19, 12:26 AM   #1
محمد الرباطي

الصورة الرمزية محمد الرباطي
Son of Aden

آخر زيارة »  02-07-24 (12:58 PM)
المكان »  قلب عدن ❤
الهوايه »  الكتابة الحرة _ صيانة الجوالات
- تُحيط بنا الهزائم لكن ما خُلقنا لننهزِم .. 💜🔕
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Pix320 عندما كنت صغيراً ...



عندما كنت صغيراً كانت أفضل الأوقات لدي هي الثانية عشر والخامسة مساءً وذلك أن في هذا الوقتين كان يتم عرض الرسوم المتحركة التي أحدثت هذه الأخيرة في قلبي الكثير من الذكريات حسنها وسيئها ،
فكنت لا أخرج من المدرسة إلا ورأَيتني أجري وأجري حتى أدرك الحلقة وأحياناً أصدم بأغنية نهاية الرسوم على الساعة الثانية عشر ومجلس البرلمان على الساعة الخامسة، فأحزن حزن شديد ولا أجد ما أفعله، لم يكن لدي هاتف أو حاسوب أو أي لعبة من الألعاب القديمة المنتشرة في ذلك الوقت كان لدينا تلفاز لا توجد فيها إلا قناة الأرضية والتي كانت سائر حصصها مملة كقوانين المرور والحفاظ على الكهرباء والأشرطة التي لا تكاد تنتهي واحدة إلا وأتبعتها الأخرى ولكن مع ذلك كانت مخيلتي واسعة جداً كنت أحاول أن أقلد كل ما أشاهده في الرسوم المتحركة فتجدني أصنع تارة مسدس من ورق يشبه مسدس " السيف القاطع" ،وأصنع معه قناع يشبه قناع " باتمان" ،
وكنت أنتظر بفارغ الصبر أن تنفذ قارورة المبيد حتى أقتلع رأسها وأصنع به لعبة ببليد، وإذا ما حل الليل علينا أخذت الغطاء ووضعته على رقبتي ورحت أجري من غرفة إلى غرفة أصرخ بصوت مرتفع :" أنا باتمان" ، وإذا ما حل النهار وكان اليوم عطلة خرجت للحديقة وادعيت أنني اتعلم الكونغ فو فأحاول بذلك تقليد حركات أكيرا صاحب مسلسل " المقاتل النبيل"،لقد كبرت وهذه الذكريات محفورة على رأسي ولكن صدقني لم تكن طفولتي سعيدة إلى تلك الدرجة، لقد خسرت وقتاً كبيراً في اللاشيء، هذه الذكريات كانت بمثابة عقدة تخبرني بأن عمرك قد ذهب فيما لا ينفع، في حين كان في مثلي سني من الصحابة من يحارب جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقاتل المشركين كمعاذ بن عمرو و معاذ بن عفراء رضي الله عنهما يوم بدر وهما غلمان يقاتلان بلا خوف ويبحثون عن من أساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطعا رأسه فما إن أبصرا أبا جهل إلا وانقضا عليه ليقتلاه ولم يرجعا بعد ذلك خائبين، كان منهم من يحفظ القرآن ويحدث بالأحاديث فهذا عمرو بن سلمة رضي الله عنه لا يتجاوز سن الثامنة كان يؤم الصحابة ويصلي بهم في حين أنا كنت في مثل سنه لا أحفظ من القرآن سوى الفاتحة بينما لو سألتني عن أغاني الكرتون لكنت أبرع واحد في أدائها، إن همة شبابي كانت مقصورة على الخيال بينما همم شباب الصحابة ومن تبعهم كانت متوسعة تهدف لخدمة الدين ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فاستحقوا بذلك أن يخلد ذكرهم في الدنيا ويدخلوا الجنة في الأخرة، لقد خرج علينا في هذا الزمن من همه الأكبر تضييع أوقاتنا وحبس أحلامنا وقتل هممنا ،و اتبعناه وحققنا له مراده فغابت عناًّ الكثير من القيم وخسرنا قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم واتبعنا قدوة شكلها لنا الإعلام في أبهى حلة ترشدنا إلى الباطل وتنهانا عن المكارم ،فكان الفرق بيننا وبين الصحابة كبير لا يتدارك أبداً ولا زال الأمر مستمراً ذهبت الرسوم المتحركة وحل محلها وسائل التواصل الإجتماعي ليصبح هم الشباب كسب الإعجاب ومحادثة النساء والطعن في أعراض الرجال والأمر يزداد سوءً بعد سوء، فإلى متى هذا الأمر؟! ألم يحن الوقت أن نعمل على التشبه بالصحابة و حسن اختيار القدوة؟! متى نتدارس سيرتهم وندرك أخبارهم ونحفظ من القرآن ما يسعنا به أن نقوم الليل ، فتزداد بعد ذلك محبتنا لهم ويتحول مسارنا إلى الوجهة الصحيحة ،متى ذلك ؟!سؤال أطرحه أنا وأترك اجابته لك، فأجب نفسك بنفسك.


[rainbow] محمد بن مصطفى العدني . [/rainbow]