عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-19, 11:20 PM   #4
غموض أنثى

الصورة الرمزية غموض أنثى

آخر زيارة »  08-03-22 (07:48 PM)
المكان »  بقلوب احبتي موقعي حيث هي اكون ❤
الهوايه »  لا شئ مهم اطلاقا
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



يقول الله*:*وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ*[لقمان:6]، فلهو الحديث يصد الناس عن سبيل الله، ويُوقعهم في أنواع الضَّلال، فإنها تقسو به القلوب، وتُظلم به القلوب حتى يَضِلَّ ويُضِلّ، وحتى يستثقل تلاوةَ كتاب الله والتَّسبيح والتَّهليل، وحتى لا يرتاح إلا للأغاني والمجون، فهو شرٌّ عظيمٌ.
ولهذا قال ابنُ مسعودٍ*: "الغناء يُنبت النِّفاق في القلب كما يُنبت الماء الزرعَ"، وقد ذمَّ الله أهلَ ذلك وعابهم بقوله:*وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ*يعني: مَن يعتاض لهو الحديث -وهو الغناء- قاله جمهور أهل العلم* في تفسير الآية:*لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ*عن سبيل الله يعني: عن دين الله:*وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا*يعني: يتخذ الدِّين هزوًا:*أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ۝ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ*[لقمان:6- 7].
فبين سبحانه أن تعاطي الغناء واستعماله وسيلةٌ إلى الضَّلال والإضلال،*بِغَيْرِ عِلْمٍ*يعني: يقع في ذلك وهو لا يشعر، بسبب سكرة الهوى والشيطان، سكرة التَّلذذ بالغناء، ويُفضي به ذلك إلى أن يستهزئ بالدين وأهل الدين؛ لأنهم ينهونه عن ذلك، ويكرهون منه عمله، ويُفضي به ذلك إلى أن يستكبر عن سماع آيات الله، والتَّلذذ بها، وقراءتها والاستماع لها، وتوعَّده الله بالعذاب المهين، والعذاب الأليم، فالواجب الحذر من هذا، ومن هذا.
وإذا اجتمع الغناء مع الموسيقى، أو مع الرباب، أو مع العود، أو مع ما أشبه ذلك من آلات اللهو؛ صار اللهو أكثر، صارت المصيبةُ أعظم، حتى حكى ابنُ الصلاح رحمه الله إجماعَ أهل العلم على تحريم الأغاني مع آلات اللهو.
وقد أجاز بعضُ أهل العلم الأبيات القليلة من الشعر الغنائي إذا كانت لا تضرُّ أحدًا، ولا تُفضي إلى فسادٍ في معرض حديثه، أو مع أهله، أو نحو ذلك.
ولكن المعروف عند جمهور أهل العلم وعامَّة أهل العلم -إلا مَن شذَّ- النَّهي عن ذلك وحظره؛ لأنه يُفضي إلى الفساد، حتى لو لم يكن معه آلات لهوٍ.
ورد في "صحيح البخاري" رحمه الله: عن أبي عامرٍ أو أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال:*ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ، والحرير، والخمر، والمعازف، الحر: الزنا، والحرير: الملابس المعروفة، وهي حرامٌ على الرجال، والخمر: معروف، والمعازف: هي الغناء وآلات اللهو، يقال: "عزف" إذا غنَّى وضرب بالمعزف -آلة اللهو.
فأخبر عليه الصلاة والسلام أنه يكون في آخر الزمان مَن يستحلّ هذه الأمور ويرضاها ولا يُبالي بها.
ووصيتي لكل مسلمٍ: الحذر من ذلك، وأن يعتاض عن ذلك سماع القرآن، وسماع الأحاديث المفيدة، والتَّحدث مع إخوانه فيما ينفع، والحذر مما يضرُّ عاجلًا وآجلًا.