عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-19, 08:52 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كان الزَّمخشري مقطوع الرِّجل
فسُئل عن ذلك
فقال : بدعاء أمي !
ذلك أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً وربطته بخيط في رجله ، فجذبته ، فانقطعت رجله !
فتألمتْ أمي لذلك وقالت : قطع الله رجلك كما قطعتَ رجله !
فلما كبرت ، وكنتُ في سفر إلى بُخارى لطلب العلم ، سقطتُ عن الدابة ، فانكسرت رجلي ، ووجبَ قطعها !
[ للمقري التلسماني ، في كتابه أزهار الرِّياض ]
لا شكَّ عندي
أنَّ أم الزمخشري كحال أمهاتنا اليوم ، عندما دعتْ عليه إنما كانت تدعو بلسانها لا بقلبها
وأنها لو عاشت حتى رأت رجل ابنها تُقطع
وخُيِّرت
لاختارت أن تُقطع رجلها ويسلم ابنها !
ولكن الدعاء سهمٌ صائب
وقد يوافق ساعة استجابة حينها ولات ساعة مندم !
لهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة استجابة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم "
- صحيح مسلم -
ومما يُروى في هذا الباب :
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يده مشلولة ، فسأله عن سبب شللها
فقال الرجل : شُلَّت بدعوة أبي عليَّ في الجاهلية
فقال عمر : هذا دعاء الآباء في الجاهلية ، فكيف في الإسلام !
اتقوا الله في أولادكم ، وخصوصاً الأمهات ، لأنهن أسرع للعن والدعاء على الأولاد بالسوء في حالة الغضب !
إذا كسرت البنت صحناً ، قالت الأم : كسر الله قلبك !
ماذا لو وافقت ساعة استجابة ، أصحنٌ يعدل قلب ابنتك ؟
إذا أغضب الإبن أمه ، قالت له : أشقاك الله !
ماذا لو وافقت ساعة استجابة ، أشقاء عُمر يعدل غضب ساعة ؟!
علينا أن نعوِّد أنفسنا على الدعاء للأولاد لا عليهم ، وما أحلاها من كلمات لو قلناها : أصلحك الله ، الله يهديك ، ربي يشرح صدرك ، وغيرها من الكلام الجميل الذي نعرفه


دمتم بعافية