عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-19, 10:27 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:35 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي القرآن... ليكن مفتاحك ودرعك ووسادتك وبوصلتك ورادارك..​



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



القرآن:

أقول لك: لا تضع حدودا ولا حواجز ولا عوائق أمامك..​
إنما وضعت التقسيمات –إلى أجزاء وإلى أحزاب– لتسهل الانطلاق (في الحفظ) لا لتعيقه..​

فانطلق إذا.. كالمهر الطليق في براري الضياء.. لا حواجز ولا عوائق..​
انطلق بلا حدود أيها الفارس العتيد واستغل أن الخيول تجهل قوانين المرور..​
لا "قف" ولا "تمهل" لا "طريق وعر" ولا "منحنى خطر"..​
وحلق فيه عاليا، لا تدع النسر الرابض على كتفيك يتقاعد..​
لن يرهقك التحليق صعودا. بل سيريحك، في كل مرة أكثر.​
دعه يتقدم في مجاهلك ومغاورك وعقدك ومخاوفك..​
دعه يطرد الخفافيش التي عششت منذ أجيال في زواياه..​
دعه يطرد –بنوره– تلك الظلمة الكئيبة.. وذلك الحزن المقيم..​
افتح له نوافذ قلبك، أزح الستائر المسدلة والأغطية العتيقة..​
انفض برياحة الغبار المتراكم على صماماتك، ولتعمد الشمس نفسها في حياتك..​
فليتقدم، كما الربيع- ليكون فصلك الأساسي والنهائي، بعدما تعاقبت على حياتك الفصول تلو الفصول: فصل الزمهرير، فصل الخيبة، فصل اليأس، فصل السبات، دواليك..​
ليكن ربيعا لقلبك: تزهر فيه الأغصان الجرداء.. وتخضر الأرض القاحلة..​
وتطلق النوارس فيه صرخات العودة..​

أقول لك: دعك من حسابات المرابي اليهودي وخذ الأمر بشكل شخصي جدا.​
اعتبر أنه قصة حياتك. وبين دفتيه اعرف لتغترف..​
قل لنفسك: نعم. هنا وضعك الله في الاختبار. هنا فشلت. هنا أزلك الشيطان. وهنا أخرجك من الجنة.​
وقل لنفسك: وهنا هداني الله. هنا عدت إليه. وهنا تبت إليه وطرقت أبوابه، وهنا قبلني وفتح لي أبوابا ما أغلقها قط..​
وقل لنفسك: وهنا سوف أهاجر، وهنا سوف أصبر، وهنا سوف أوجه وجهي إليه، أسلم نفسي إليه.​
وهنا سوف يعزني بعد ذل. ويقويني بعد ضعف. ويغنيني بعد حاجة…​
ليكن قصة حياتك، تستكشف فيه ما سيطلع لك.. ويكذب المنجمون دوما لكن يصدق هو..​
اقرأه بلهفة من استطاع أن يطلع على الغيب ويريد أن يعرف ماذا سيحصل له..​
ليكن شخصيا جدا: لتكن أسباب نزوله، أسباب صعودك.​
عندما تقرؤه دعه يقرأك… ​

لا تدعه كتابا على الرف: ليكن مفتاحك ودرعك ووسادتك وبوصلتك ورادارك..​
ولا تكن بخيلا على حياتك. فتحدد وتقسم. ولا تقرأ بعدها إلا جزء واحدا كل يوم..​
بل انطلق، كالمهر الحر، في البراري الفسيحة.​
وليكن الأفق سرجك ولجامك..

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا

دمتم بخير