عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-19, 02:11 PM   #1
محمد الرباطي

الصورة الرمزية محمد الرباطي
Son of Aden

آخر زيارة »  02-07-24 (12:58 PM)
المكان »  قلب عدن ❤
الهوايه »  الكتابة الحرة _ صيانة الجوالات
- تُحيط بنا الهزائم لكن ما خُلقنا لننهزِم .. 💜🔕
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Pix320 كنت قد أدمنت على معصية



كنت قد أدمنت على معصية لم أعتقد يوماً أنه ستكون لي طاقة على تركها، حتى لو كرهت تلك المعصية إلا أنها تجذبك جذباً لا يسعك بعده إلا أن تسلم نفسك وتضغن لها ،هكذا حال المعصية إذا استحوذت على القلب تمكنت منه ،فلا ينتظم نبضه إلا بأخذ جرعة منها ،و إن حاول تركها اشتد به الألم ،هي كالمخدرات أو أشد فتكاً ،استسلمت لها وقطعت الأمل من محاولة تركها فقد أصبح الأمر بالنسبة إلي يتجاوز المستحيل ولكن بقي أمر يؤرقني، وهو كيف لا أستحيي من الله وهو يراقبني من فوق سبع سماوات، كيف أجعله أهون الناظرين إلي، كان صوت الزاجر الذي في قلبي يأتي كلما حاولت الإستمتاع بتلك المعصية ،فوقعت بين أمرين لا ثالث لهما :" أترك المعصية وأتألم لهجرها، لا أتركها وأتألم من جرأتي الوقحة على معصية الله عز وجل"، حاولت أن أزاحم ذنوب تلك المعصية بطاعة الله والقيام بالأعمال الصالحة، فإن الحسنة تزيل السيئة والإستغفار ممحاة الذنوب، ولكن ومع كل ذلك بقي الزاجر يؤنبني، نعم هي تجارة رابحة لو مشيت بذلك المفهوم:" أعمال صالحة و استغفار وغير ذلك مقابل معصية " ستكون كفة ميزان الصالحات أثقل، ولكن من يضمن لي أن الله قبل تلك الأعمال، فهو يضاعفها لمن يشاء ثم إن المعصية لا تؤذي لذاتها وحدها انما ماتخلفه بعد ذلك من أثر كموت القلب واستحلال ماحرم الله مع كل خطوة تقدم، فإن ابليس قد لا يأتيك مباشرة ليأمرك بأن تأتي الكبائر ولكن يأتي في ثياب الواعظ فيجعلك تقيم النوافل وتترك الفرائض، ثم تأتي المباح وتترك المستحب وخطوة بعد خطوة حتى تدخل في دائرة الحرام، معصية صغرى ثم كبرى ثم سلام على روحك فقد خبثت ،مع خشيتي لأن يتفاقم أمري وأكون في الموضع الذي خفته، قمت الليل مرة ودعوت الله دعوة لم أكن أظن أنها ستبلغ مبلغها، قلت :" يالله اللهم إني أحب هذا الذنب ولا أستطع كرهه، فكرهه لي وارزقني القوة على تركه"، وبعد أيام وبدون انتباه أجد نفسي قد أصبحت تكره هذه المعصية وتتماطل في إتيانها وتضع أعذار واهية في سبيل تركها، حتى تركتها بالكلية دون أن أنتبه أصلاً، عندها تذكرت ذلك الدعاء، ربما صادف ساعة استجابة، فاستجاب الله لعبده، لذلك نصيحة لك، لا تستعن بنفسك على ترك المعصية، لك رب يجيب دعوتك فالجأ إليه واطلب العون منه وثق بأن الله لا يرد عبدا يسأله العون على ترك معصيته، فقط كن ذا جرأة واسأل الله أن يوفقك لتكره وتترك المعصية التي أنت عليها اليوم.


محمد بن مصطفى العدني