بسم الله الرحمن الرحيم

لحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله نبينا محمد وعلي اله وصحبه



الحمد لله علي نعمه الاسلام



يتعلم المسلم من الصيام كيف يقهر نفسه وهواه؛ لأن طاعة النفس والهوى أساس المعاصي و الذنوب، فما عُصي الله إلاّ بطاعة الهوى قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}



وأما من اتبع نفسه هواها ، فإن عاقبته الهلاك ، والخذلان .قال الشعبي : «إنما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه»
إن منشأ المعاصي، والبدع، كلها من تقديم الهوى على الشرع
قال بشر : « اعلم أن البلاء كله في هواك، والشفاء كله في مخالفتك إياه».
قال تعالى : {فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى )
فجاء رمضان ليدرب المسلم على ترك ما تهواه نفسه وتنازعه عليه، وعلى أن يقهر نفسه، فيذوق حلاوة ذلك، فنفس الصائم تشتهي الطعام بمقتضى الفطرة، ويزين له الشيطان شهوته.


وقد يضع له الحيل لذلك، فيأتيه إيمانه فيقهر شهوته ومنازعته، ويحول بينه وبين حرمات الله، فعند ذلك يقود زمام نفسه حيث يريد الله، ولا تقوده نفسه حيث يريد الشيطان .


قال مالك بين دينار:« بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَمُّهُ هَوَاهُ وَبَطْنُهُ ».

ولقد أحسن من قال :
نون الهوان من الهوى مسروقة
فإذا هويـت فـقـد لقيت هوانـا
والله اعلم
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اللهم أصلح برمضان قلوبنا واجبر فيها ما انكسر، وقوِّم فيها ما إعوجّ، وإهدِ فيها من تاه، وبصِّر منها ما احتار، ونوِّر بالقرآن منها ما أظلم،



اللهم أرِنا أثر رمضان في رمضان وبعد رمضان، من صلاحٍ وهدى وطمأنينة، وإجابة دعاء وتقى وغِنى و رحمة ياحيّ ياقيّوم.
اللهم اغفر ورحمم جميع المسلمين الاحياء والاموات وشفي مرضي المسلمين .

سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله لاانت استغفرك واتوب اليك