عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-19, 10:31 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:24 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ما من عبد يوم القيامة إلا وسيسأل عن أربعة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أخبرنا النبى الحبيب صلّ الله عليه وسلم
أنه ما من عبد يوم القيامة إلا وسيسأل عن أربعة أسئلة
وسيكون هذا بعد السؤال عن الصلاة فإذا كانت أجابتك صحيحة فلحت وكنت من أصحاب الجنان العلى فهما أسئلة تفتح لك أبواب السعادة فى الأخرة أما إن قصرت في هذه الأسئلة الأربعة فيا له من هلاك وخسارة وهذه الأسئلة هي :

.
1 - عن عمره فيما أفناه :

يسألك الله يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته وماذا أعددت لأخرتك وماذا قدمت لحياتك فيقول سبحانه وتعالى :
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}..[الزلزلة:7-8]
كما قال تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}..[الحجر:92-93].
فكل حسنة وكل معصية أنت جنيتها تكتب لك فى كتابك وتأتى يوم القيامة تتلو عليك كما قال رب العزه :

{ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }..[الأسراء:12-14] وقال الحسن البصري رحمه الله :

يا أبن آدم إنما أنت أيام ، فإن مضى يوم مضى بعضك، وإن مضى بعضك مضى كلك. وقال أيضاً : "
ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وينادي بلسان الحال ويقول: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة. فتأمل كيف أنه يسأل أول ما يسأل عن العمر كله فيما أفناه ولا شك أن الشباب من العمر ولكنه يعود فيُسأل عن الشباب خاصة وذلك لأهميته ولا شك . وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم :

((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)) أخرجه النسائي .. فاتقو الله وحافظوا على الصلوات الخمس والسنن وافعلو الخيرات وأكثرو من ذكر الله وتصدقو على الفقراء وأفنو عمركم فى سبيل الله حتى تفوزون الفوز العظيم يوم القيامة .
.
2- عن علمه ماذا عمل به:

سوف يسأل الانسان عن العلم الدينى وماذا تعلم عن أصول دينه وما أُحل له وفرضه الله وما حُرم عليه فإذا تعلمه وأداه على الوجه الصحيح فقد فاز وربح وكان من أصحاب الجنة أما إذا تعلمه ولم يعمل به إذاً فهو من الخاسرين وحتى إن لم يتعلمه فهو من الهالكين كما ورد في بعض الأحاديث:

" وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ، وَوَيْلٌ لِمَنْ عَلِمَ ثُمَّ لَا يَعْمَلُ". والويلُ هو الهلاكُ الشّديدُ" اعلم يقينا أنك ستسأل عن كل كلمة استمعت إليها في خطبة جمعة، أو محاضرة أو قرأتها فى كتاب، ستسأل عن علمك الذى تعلمت، ماذا عملت به؟؟
تُرى منذ متى ونحن نسمع عن اللـه؟! تُرى منذ متى ونحن نسمع عن رسول اللـه ؟!
ومع ذلك سترى البون شاسعاً بين القول والعمل، سترى فجوة خطيرة بين القول، والعمل، وهذه الفجوة سبب من أسباب النفاق، قال تعالى:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:2-3]. وقال جل وعلا: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44]. أسأل اللـه أن يرزقنا الصدق، والإخلاص في القول،
.
3 - عن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه:

يقصد بهذا الكلام أن الانسان يُسأل يوم القيامة عن المال الذى يمتلكه فى الدنيا فإن كان جناه من طريق الحلال وصرفه فى أمر أباحه الشرع فلا يكون مواخذةٌ عليه فالناس فى أمر المال ثلاثة أصناف اثنان هالكان وواحد ناج فالهالكان أحدهما الذى يجمع المال من طريق حرام والآخر الذى يجمعه من طريق حلال ويصرفه فى الحرام .

قال جل وعلا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [ الكهف :46]
ولاحظ أن اللـه قدم في هذه الآية المال على الأولاد، المال زينة ونعمة عظيمة،
ولكن لا يعرف قدر هذه النعمة إلا من عرف الغاية من المال، فما أكرمها من نعمة إن حركتها أيدي الصالحين، والشرفاء.

المال نعمة لا يعرف قدرها إلا صالح تقي عرف الغاية من المال، وعرف الوظيفة الحقيقية للمال، وعرف أن المال ظل زائل وعارية مسترجعة. المال نعمة من اللـه مَنَّ بها عليك، وزينة زَيَّنَكَ اللـه بها. ولكن انتبه سوف تُسأل عن هذا المال كله من أين اكتسبت؟!

وفيما أنفقت؟!
سؤالان يملأن القلب بالخوف والوجل ويجعلان العبد يسأل نفسه ألف مرة قبل أن يحصل على هذا المال. يا من تتاجر في الحرام، فى المخدرات لتحرق قلوب فلذة أكبادنا ولا هم لك إلا أن تجمع المال، حاسب نفسك الآن وقف مع نفسك موقف صدق، من الآن طَهَّر مالك كله قبل أن تُسأل بين يدي اللـه الذى يعلم السر وأخفى، عن كل ما جمعت من مال، من أين لك هذا المال؟ وفيما أنفقته؟؟
.
4 - عن جسمه فيم أبلاه:

قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36]

سيسأل الفؤاد والقلب عما وعاه من اعتقاد، هل امتلأ القلب بحب اللـه وبحب رسول اللـه والمؤمنين وامتلأ في الوقت ذاته ببغض الشرك والمشركين والباطل والمبطلين؟! سيسأل السمع عن كل ما سمع سيسأل البصر عن كل ما رأى، فهل يا ترى لا يسأل العبد بين يدى الرب سبحانه إلا عن هذه الجوارح فحسب..؟

كلا بل سيسأل الإنسان عن جسمه كله. سيشهد هذا الجسم كله بما قدم وبما صنع وبما فعل سيشهد السمع والبصر والفؤاء ستشهد الرجل واليد والجوارح عامة قال تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:65].

وقال اللـه جل وعلا وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [فصلت:19-21].

سيشهد عليك بدنك كله وسوف تسأل عن هذا البدن وعن هذا الجسم فيما أبليته، هل أبليت جسمك فى عمل الدنيا والآخرة أم في عمل الدنيا فحسب؟ فلا حرج أن يبلي الإنسان جسمه في عمل الدنيا وفي عمل الآخرة, والخطأ والحرج أن يفنى وأن يبلي جسمه كله وحياته كلها في عمل الدنيا ليضيع بذلك حق اللـه وعمل الآخرة، ياأخي في اللـه تاجر وعَمِّر وابنِ واجمع المال من الحلال لكن لا تنسى حق الكبير المتعال لا تنسى الآخرة. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، فلا حرج أن تجمع بين الأمرين.

قال المصطفى صلّ الله عليه وسلم
((اللـهم اصلح لي ديني الذى هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي)) فلا تجعل عمرك جله للدنيا وتنسى الآخرة، ستتمني يوم القيامة الرجعة والعودة إلى الدنيا لا لتعمل للدنيا مرة أخرى بل لتعمل للآخرة،

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم