عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-19, 11:05 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي من لذائذ السجود: الاستغراق في طلب الرضا والعفو!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من لذائذ السجود: الاستغراق في طلب الرضا والعفو!

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول:

«اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». صحيح مسلم رقم: 486
وفي رواية:

فلما طال عليَّ ظننت أن الله عز وجل قد قبض رسوله، فدنوت منه حتى مسست أخمص قدميه، فتحرك فسمعتُه يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقوبتك..

🌷 أعوذُ برضَاك من سَخَطك:

استعاذ برضا الله من سخطه، أي عاهد الله أنه سيكون في كل شؤونه في ما يرضي الله ولا يسخِطه، وسيكون لسان حاله كل يوم هو إجابة هذا السؤال: ماذا يرضيك يا رب حتى أعمل به وأكونه؟!
🌷 وبمُعَافَاتِك من عقوبتك:

واستعاذ بمعافاة الله من عقوبنه، فسأل الله العفو عنه، والعفو: صفحٌ عمن يستحق العقوبة، وكل من أساء في حق الله إما أن يعفو الله عنه أو يعاقبه، والعفو أحب إلى الله من العقوبة، ولا أكرم من ربنا، والعبد معروف بالإساءة، ولذا يستحق العقوبة، ومن هنا وجب عليه أن يهتف مخلصا: اعف عني يا رب ولا تعاقبني.

🌷 وأَعُوذ بك مِنْك:

ومعناها: لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، ومعلوم أن العبد إذا خاف من مخلوق فرَّ منه، وأما إذا خاف من الله، فلا ملجأ يهرب إليه إلا الله، ولا مفر له إلا إلى الله (ففروا إلى الله).

🌷 لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك:

أي لا أطيقه، وهو اعتراف بعجز العبد عن الثناء على الرب على الوجه الذي ينبغي له، وأنه لا يقدر أحدٌ على بلوغ حقيقة هذا الثناء، لأنه كما أنه لا نهاية لصفات الله، فكذلك لا نهاية للثناء عليه، وإن لله أسماء وأوصافا ومحامد لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل، بل نسبة ما يعلم العباد من ذلك إلى ما لا يعلمونه كقطرة في بحر، وكما قيل:

وعلى تفنن واصفيه بوصفه .. يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
وهذا العجز عن الثناء المستحق للرب هو غاية الانكسار، وجوائز الملوك إنما تفيض على أهل الانكسار، فأبشروا ببشرى ابن القيم حين قال:

«شمعة الجبر والفضل والعطايا، إنما تنزل في شمعدان الانكسار».
وأخيرا..
استمتعوا بالسجود، وتلذذوا بالقرب من الرحيم الودود، وأبشِروا بعظيم الجود.

خالد ابو شادي
دمتم بعافية