أعطيني سبباً واحد لكل هذا الغياب بلا أي أثر , وكأن كل شيء استحال وهم ولا لك في واقع الأمر أي وجود وانما اختلقت كيان رسمته وتعايشت به ثم استيقظت على حقيقة " كل هذا وهم ...!
والحقيقة الأكثر نفاذا انك كنت هنا , وها هي بقايا احمر الشفاه على منديل ممداً في خزانتي ....!
ما اقبح الحاجات وأحقر الانتظار وكم في السؤال ذلة .....!
أخبرني كيف لهذه الغابات المزدحمة بكل أوراقه , ثم التفت الى الخلف لأرصد خطاي واعدت النظر فلم اجد الا صحراء جرداء خاليه حتى من أي سراب ليبلل أمل أدرك جيداً انه كاذب .....!
لا أصدق كل هذا الحجم من الغياب بلا سابق انذار , ودون أي خلاف أرعن يسرق من خيوطنا إبرة حادة ...!
أيعقل أن يتبدد كل هذا الحضور بهذه الهمجية , هل كل ذلك يحدث وما زلت منذ عامين انفث سجائري منتظراً رسالة من أي نوع تخبرني " أنا بخير "
أتناول من أنانيتك حد الاختناق , واتقيأ كلما رأيت هداياك وكلماتك على أوراقي دونت بكلمات رقيقة تنتهي بــ مع خالص الوفاء -..!
أسرفت بالحضور , وأنا اطأ الظروف كي أبق بجانبك قبل ظلك , قد لا تسمعين بكاء جنين قلبي في حين بالغت بالغياب وها هو القلب قد ولد من جديد وتعاقبت عليه الفصول ..
أما الآن فقد طرحت شجرة العنب وما زلت أضع تحت فروعها مساند كي لا تكسرها أورام الخيبة وأثقال الوجع ......!