عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-19, 01:46 AM   #1
شطرنج

الصورة الرمزية شطرنج
العراب الأخير

آخر زيارة »  08-30-22 (07:04 PM)
المكان »  بين دفتي الحياة
الهوايه »  انا الذي يهوى لعب الشطرنج مع ملوك تتكلم

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 الحياة صغيرة وعادلة (من الواقع)



أنها للعبة حقوق الحياة
تعبث بأتباع الفوضوية
وتؤمن بك بقوانيها الخاصة
وترفع رايه وجودك بثوابت مواقفك

ان ثقه النرد وايمانه يعتمد
على مهارة يدك في تشابه الارقام
وأن الحظوظ ليست تعويذة سحرية(ابرا كدابرا)
ليخرج مارد الامنيات لينفذ رغبات الانتصار
انما على الشخص المحظوظ ان يؤمن أن الخطوات اختبار لأتزان الطريق

كما قال الشاعر الاندلسي
ابو البقاء الرندي
هي الأيام كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان


لمحته بصدفه قدريه عند دخولي شركة
البحوث العلمية الطبية
في شهر أبريل على قائمة التصنيفات
في الأجندة العملية
لملئ شواغر وظائف مستجده في سنة 2016م


كنت انظر اليه من بعيد بصمت
حتى أتأكد من بصمة ملامحه
فأن اشباهه مازلت تربيتهم يتكاثرون بطريقة
غير قانونيه على هذه الارض

وكلما اقتربت بنفس المسار بهدوء ثابت
يزداد يقيني أنه (حمزة)
فأنه لازال يحمل رأسه فوق كتفه
وعلامة وجوده كانت ندبة على خده
خلفاها التاريخ في عراك دار بيني وبينه
لأنه سخر من أبناء الريف

كنت
أتحدث في داخلي مبتسما
اااااه ....ايها الارنوب
اعدتني الى ايام الجامعة في الفصل الاول
من السنة الاولى
حينما أعطيتك درسا ريفا في ثقافة العراك

كان حمزة ابن محافظ المدينة (امير المدينة)
يحمل وجها مائلا الى الليونه
شعر رأسه حقل تجارب
لكل مهرجانات الصبغه وشغب الموضة

اضافتا

ان مواده الدراسيه تتصدر الناجحين
وهو يحي لياليه التاريخية في الحوانيت
لم ينسى الطريق سقطاته في منطقة المرديان

اوووووه يا حمزة
مازالت تفتقدك براميل النفايات في الحي
وما زال افواه الاهالي في تلك الفترة
تنعته (بأرنوب البابا)
لأنه كان غرا بدين وساذج
ومهرج الصبايا
ممتلئ بفشخرة البشوات التي تفوح منهم الرذائل

(ارنوب البابا )
كان يسخر من طلاب الارياف
الذي يحملون الشمس للمدينه في نواصيهم
ويجاهدون في التعلم على فوانيس البيوت القديمة
كان يسخر من عادات الكرم والعطاء التي ورثناها عن اجدادنا
ومن صباحتنا التي تسقي رضاب العمل
وان العرق المتصبب من جباهنا لا يؤهلنا
ان نقود الكوكب لعوالم جديدة

اما اليوم فهو امامي

كان جالسا على الكرسي وانا متجهه الى المكتب
وقف ممتشق كعصاه طاعن بسن
وهو ينظر الي بألفة استغراب
أقبل نحوي في سؤال مرتبك
هل أنت عبدالله ؟
أجبته أن التاريخ يعيد نفسه يا حمزة
عطور بائعات الهوى في روسيا مازالت عالقة فيك
هل مازلت تتبع فيلسوفه العنف (زينوفيفنا)
وتقدس تخريفاتها
ام أن نورانية الاديب الروسي (تولستوي) لم تصيبك بعدوى

تخلل الحوار
مصافحة بيده لم اشأ ان ارد سلامه

رد قائلا
منذ متى وانت تعرف الفلسفة الاشتراكية يا عبدالله؟
أجبته مستهترا
أن العالم اصبح ريفي الصغير

سألته
ما الذي أتى بك ؟
قال
اتيت من روسيا بعدما اكملت دراستي العليا
باحثا عن عمل
هناك اوضاع الحياة ليست على ما يرام
قلت له
العمل هنا يحتاج الى الاخلاق و الانضباط
وكأنه يريد التهرب من الواقع
بادر بلحظة صمت
وقال استئذنك لدي مقابلة مع مدير الشركة

قلت له لك حرية الوقت

دخلت مكتبي
طلبت قهوتي كالمعتاد
دخل علي موظف شؤون الموظفين
وضع امامي ملفات المتقدمين للوظائف الشاغرة
ومن بينهم ملف حمزة

شطرنج