عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-19, 11:16 PM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نحن الفقراء إلى الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- نحن الفقراء إلى الله :

فكل إنسان فقير إلى الله تعالى ولا شك,وكل ما يحتاجه في الدنيا مصدره الأول من عند الله عز وجل : وجوده , رزقه , صحته , نجاحه , سعادته , هدايته , زواجه , إنجابه , سكنه , أمنه , علمه ...الخ ... ولا مصدر آخر .

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فاطر15

فحاجة الإنسان لربه دائمة غير منقطعة أبداً لأن الإنسان خلق ضعيفاً يعيش بكنف الله تعالى . وافتقار الإنسان محصور بالخالق ولا افتقار إلا إليه ولا اتكال إلا عليه لأنه هو الغني بما يحتاجه الإنسان وغير الإنسان من مخلوقاته ,

والقادر على إيصال مطالب الناس دون غيره , فكان في آيته الكريمة المذكورة تنبيهاً لنا لا تفهيماً ذلك من رحمته وشفقته علينا وتذكيراً بما يجب علينا تجاهه فإنه تعالى قال : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
فلم يأمرنا بالعبادة لاحتياجه لنا بل لنعرف مكانتنا بالنسبة إليه بأننا عباد من مخلوقاته وهو الغني الحميد ونحن الفقراء إليه ندعوه فيجيبنا ونرجوه فيُعطينا ونعتز بهداه فيعززنا بين خلقه .
وتنبيهك بأنك من الفقراء إلى الله لتأخذ حجمك الطبيعي في الدنيا فلا تستكبر على أحد ولا تظلم أحداً ولا تخضع لأحد في غير طاعة الله ولا تكن عبداً لغير الله .

فقوّتك من قوة الخالق ورزقك من فعله وعمرك كتب لديه وعملك مرهون بطاعته واتصالك به دائم لا حاجة له لوسيط يَقبلك في كل لحظة تقدم عليه فلا يغلق بابه في وجه كل من أراد أن يتصل به .
تستخيره في أمورك وتستعين به لقضاء حوائجك وتتوكل عليه طوال مسيرتك .
إن أراد نصرك فلا قوة تقهرك .. ويريدك أن تبقى على اتصال به بكل شؤونك ليعينك عليها ويدلك على سبل الهدى والنجاح فيها .

إنه خلقك وتكفل بك في كل ما تفكر فيه , إنه رحمن الدنيا والآخرة رحيم بعباده المؤمنين .
وإنك الفقير إلى الله ولكنك غني بالله تعالى سندك وكفيلك .
كلما تعلمت شعرت بجهلك في العلم , وكلما أحسنت لمخلوق شعرت بأنك مقصر في الإحسان للناس,وكلما أتقنت عملاً شعرت أن عملك ينقصه المزيد من الإتقان, وكلما أديت عبادة لله شعرت أنك مقصر تجاه ربك,ذلك لأن الكمال في كل شيء لله تعالى وأنك فقير إلى الله مهما كنت وأينما كنت لا يمكنك الوصول إلى الكمال .

وقل من كل قلبك : الحمد لله الذي جعلنا فقراء إليه ولم يجعلنا فقراء لغيره . إنها من نعمه علينا .

ومع أني فقير جداً إلى الله تعالى ولكن علي أن أعين من يستعين بي فأرشد الضال وأحسن للمسكين وأزور المريض وأصل الرحم وأساعد المحتاج وأؤثر الناس على نفسي وأنتقم للمظلوم وأفي بالعهد وأساهم في أعمال الخير وآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسلك سبل الخير فيما أستطيع ,
لأنها من مكارم الأخلاق وقد أرادني ربي أن أكون هكذا .
وقد قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام :
(تخلقوا بأخلاق الله) والأخلاق الحسنة كثيرة وكل خلق حسن فهو من أخلاق اللّه ,
واللّه يحب التخلق بأخلاقه فكل مكرمة من هذه الأخلاق يمنحها العبد فهي لـه شرف ورفعة في الدارين . واخرج البيهقي والحاكم والحكيم أن علياً كرم اللّه وجهه قال:

سبحان اللّه ما أزهد الناس في الخير ,عجب لرجل يجيئه أخوه لحاجة لا يرى نفسه للخير أهلاً,فلو كنا لا نرجو ثواباً ولا نخاف عقاباً لكان لنا أن نطلب مكارم الأخلاق لدلالتها على النجاح. فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أسمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: نعم .

وعمل المعروف من أخلاق اللّه وإنما يفيض من أخلاقه على أحب خلقه إليه فإذا ألهم العبد المعروف كان ذلك دلالة على حب اللّه له .

فعلى المؤمن أن يتخلق بأخلاق الله تعالى ويتعلق بأسمائه الحسنى فالرحمة الصادرة عنك لغيرك هي من الرحمن , وكرمك من الكريم , وعفوك من العفو , وعدلك من عدل الله,
وإن أحسنت لمن أساء إليك فهو من خُلق الله تعالى ,

وإن وصلت من قطعك كذلك , فكل عمل تعمله اجعله لله مخلصاً لاحظ فيه لنفسك فتفوز بمرضاة الله تعالى .