عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-19, 08:50 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الصداقة الحقيقية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحكي أن كان هناك صديقان مقربان يعيشان مع بعضهما منذ طفولتهما لسنوات طويلة، ويتبادلان يومياً اخبارهما وكل ما يحدث معها في أجمل معاني الصداقة الحقيقية، وفي يوم من الايام سافر أحد الاصدقاء مع عائلته إلي دولة بعيدة جداً جداً،

ولكنه قبل الفراق اتفق مع صديقة أن يلتقي معه بعد عشرون سنة، علي أن يحفظ كل منهما الملابس التي سوف يلبسها الآخر، واتفقوا علي الموعد والمكان المحدد الذي يلتقون به، وان يكون هذا وعد صادق بينهما لا يخلفه


أي منهما مهما حدث .
وهكذا ودع كل منهما الآخر وافترقا في حزن وألم شديد، وهم علي الوعد والعد الذي بينهما .. مرت العشرون عاماً وتهيأ الصديق للقاء صديقة الآخر ولبس الملابس التي اتفق عليها معه، وذهب إلي المكان الذي حدده مع صديقه قبل عشرون عاماً ..

جاءت لحظة اللقاء التي انتظرها طويلاً وهو يشعر بداخلة باشتياق لا حدود له لرؤية صديقة المقرب .

ومن بعيد رأي الصديق صديقة الآخر يقف في المكان المحدد يرتدي نفس الملابس المتفق عليها، ولكن أصابته الدهشة من أمر ما، ملامح وجه كم تغيرت بشكل غريب جداً، حتي بدأ كأنه شخص آخر، ولكن بسبب اللهفة لم يفكر الصديق كثيراً،

وجري نحو صديقة وهو يعانقه بشدة في لهفة، ولكنه لم يجد من صديقة نفس اللهفة في العناق واللقاء، تعجب كثيراً ونشأ حزن في داخله وتساؤل هل يمكن أن يكون صديقة قد تغير بسبب بعد المسافات بينهما لسنوات طويلة،

ولكن لو كان هذا حدث فكيف بقي صديقة علي الوعد وجاء للقاءه .. استجمع نفسه وسأله عن سبب تغير ملامحه وطريقة كلامه ونبرة صوته فتفاجئ برد صديقة عليه .. قال الرجل الآخر بحزن شديد : آسف يا عزيزي ولكنني لست الشخص الذي تظنه ،

أنا لست صديقك ولم أرك من قبل، صديقك قد توفي منذ عامين في حادث، وقبل وفاته شعر أنها ايامه الاخيرة فأوصاني أن التقي بك في هذا المكان وان ارتدي هذه الملابس .. فلما سمع الخبر إنذهل من هول الصدمةواخذ يجهش بالبكاء وكلاهما يعانق الأخر ..

هذه هي الصداقة الحقيقية التي تبقي حتي بعد الموت، فهل مازال لها وجود في عالمنا حتى الآن ؟!

دمتم بعافية