عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-19, 08:21 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عبد الله بن حذافة السهمي رضى الله عنه .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


" يتمنى أن يُلقى في الزيت "
البطل : عبد الله بن حذافة السهمي رضى الله عنه .
البطولة : في الثبات على دين الله .

تفاصيل البطولة :

قال أبو رافع : وجَّه عمر بن الخطاب رضى الله عنه جيشًا إلى الروم، فأسروا عبد الله بن حذافة رضى الله عنه فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا :
إن هذا من أصحاب محمد , فأمر به ملكهم فحبسه في بيت ليس فيه إلا خمر ولحم خنزير ليأكله ويشرب منه وتركه ثلاثة أيام، فلم يفعل رضى الله عنه فأخرجوه من ذلك البيت حين خشوا موته، فقال :
والله لقد أحله الله لي، ولكني كرهت أن أشمتكم بدين الإسلام .

فقال له ملكهم :
هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكي ؟
قال : لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملكه العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما رجعت , قال : إذًا أقتلك , قال : أنت وذاك , فأُمر به فصُلب وقال للرماة : ارموا قريبًا من بدنه , وهو يعرض عليه النصرانية فيأبى، فأنزلوه .

فدعا ملكهم بقِدْر فصب فيها زيتًا حتى احترق غليانًا، ودعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها حتى طفت عظامه على الزيت، وهو يعرض على عبد الله بن حذافة النصرانية ويأبى، ثم أمر بآخر فألقي فيها فطفت عظامه على الزيت أيضًا.. وعبد الله بن حذافة رضى الله عنه يأبى، فلما هموا بإلقائه بكى رضى الله عنه.. فقيل للملك : إنه بكى , ففرح وظن أنه قد جزع، فقال : ردوه، فلما جاءه قال : ما أبكاك ؟

قال : هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب فكنت أشتهي بأن يكون بعدد شعري أنفس تلقى كلها في النار في سبيل الله عز وجل , فقال له ملكهم :

هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك ؟ فقال له عبد الله : وعن جميع أسرى المسلمين ؟ قال : نعم , فقبل رأسه وقدم بالأسرى على عمر بن الخطاب رضى الله عنه فأخبره بخبره، فقال عمر رضى الله عنه : حَقٌّ على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ به , فقبل رأسه .
* العبرة المنتقاة :

إن المؤمن بالله عز وجل إذا أتته المحن والفتن والابتلاءات فلا تزيده إلا ثباتًا على الحق فلا يتزلزل ولا يتقلب بل يكون كالجبل الأشم في ثباته على دينه وتمسكه به .
حيث إن : عبد الله بن حذافة رضى الله عنه يُؤسر ثم يحبس ثم تأتيه الفتن والمحن ليرتد ويرجع عن دينه فلا يرضخ لها بل يثبت في مكانه ثبات الأبطال .

وصدق الله عز وجل حيث يقول : " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " [إبراهيم : 27]

(نزهة الفضلاء 1/211 بتصرف) .