الموضوع: نوستالجيا
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-19, 03:22 PM   #1
نوميديا

الصورة الرمزية نوميديا

آخر زيارة »  04-13-24 (05:31 PM)
المكان »  قَسنطينة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نوستالجيا



أولئك الذين يقتاتون منَ الماضيِ باسم الذّكرى و يجعلون " الذكريات " مجسّماً !! ؟
يمارسون تقيّة النِّسيان على نحوٍ يشبهُ العثرة عند أولي النهى ./!


،،

في السادس والعشرين من هذا الشهر عند الثاني عشر وجداً
قررّ الأنا ( مِنِّي) أن يفتش عن ظله و أنا
فَكناَ كالآتيِ :



الصَبية التي تكره العودة من الشاطئ بحذاءٍ مبلل ..
وتكره السلالم الكهربائية .. وسبتمبر
وتتذوق ( شعرَ البنات) بشهية كما لا تفعل مع باقيِ الخضر

الشّقية التي تحب المشيَ عَلى أطراف الرصيف
وتضربُ بكاملِ قوتها قدمها كوخزةٍ ناعمة فِي قلب الطَريق
والحالمةُ التي تشاهد بوليانا ويونا كيم
فَيتوَرمُ داخلهاَ كله ولا تدمع لأنها ببراءة تفك رباط عينيها كقفازات ملاكمٍ مُتعَب
وتضعهما على الطاولة أمامها ، مدهوشتين بإحكام ..

منذ صغريِ أشعر أنيِ في الغياب أجمل
وأرتاب من سمةِ الحضور المفرط ..
تغرينيِ مساحات أبيِ سدير ولا أُمانع أن أتوه في عاطفة
جوستاف فلوبير كمن يتلو صلواتٍ للرب فيِ محراب الوجد

الفتاة التي ترويِ أناملها أهمَّ المحادثات " فيِ خيالها"
وتحمل في قلبها قاعة سينما فارغة
وتذاكر "محجوزة"

الفتاة التي تتمايل معَ موسيقى "يوكاتا يامادا"
تكبر كل يوم بما يكفي لتصغر أكثر
تصغر بما يكفي ليتبناها كهلٌ مسنّ ، يأخذ إلهامه من حواديتِ أصابِعِها
الفتاة التي تعنيها حياة فرونسواز هاردي ولا تعنيهاَ نوتاتها
تعجب لإيطاليةِ إديث بياف الطاغية على فرنسيتهاَ لا يعجزهاَ
الردُ على "كيف الحال" بصوت العالم الذي يحتل رأسها
فلو كنتُ شهرزادً : "سأقول لك غدا" أو مثلاً فرانسواز ساغان : "بخير .. بشكل يفاجئ الحزن " أو على طريقةِ سقراط إن شِئتم "لا أعرف .. ولكنني أحاول أن أعرف"
"الأمر معقد" قد يكون كذلكَ إن حدثتكَ عن أوديب
و "لابأس، سَأفترض " حين يطغىَ عقلُ ديكارت وهي هكذا "الحالُ تدور " على قولِ غاليلو إلا أني لن أكتب فيكم
"رسالتي الأخيرة" كما فعلَ فان غوغ لأني كَ داروين "نتكيف" بسهولة ومن الأفضل ألا يسألنيِ أحدكم كيف لأنه "من الأفضل ألا نتحدث عن ذلك" وقد أكدت قبليِ كافكاَ ولن تُجديِ حتى " تخميناتُ " أجاثا في رصدِ كل هذا الكم الهائل من الإجابات اللاَمتناهية

الصبية التيِ كلما كبرت لا تعرف أبداً
لماذا كنتَ عزيزا إلى هذه الدرجة ؟ كان تقدير الأمور عندي يشبه تقدير الطيور كثيراً ، الطيور التي لا تهتم بالنسبية والأشكال الهندسية ، التي لا تهتم كثيراً لخطوطِ الطول و دوائر العرض و لا تثيرها ازدواجية المكان والزمان الطيور
التي تقف على الأسلاك تغني، تتسكع و تجوع غير مبالية أنها كهربائية
الطيور التي تصحو على الخامسة صباحا
دون أن تكون مضطرة لإيقاف "تاكسي" أو التعرق هلعا قبل الاقدام على أيّ اختبار

أحسدنيِ حقاً ..!

الحارة الطريق الممتد بينناَ المنزل كل شيءٍ يتعاطف معي
كل شيءٍ مثليِ ليس على ما يرام !
أفتح الدولاب فتتناثرُ ثيابٌ مطوية على كَتفي
أتناول تابلاً من الرف فتثور حوليِ عاصفةٌ من أوراق الغار،
أداعبُ قطي السمين فيقعُ سريعا في حبي ..
ترىُ هل هذه هي طريقة الأشياء في التعاطف .. ؟
الآن الجو حار وقد أشعر لاَحقاً بالعطش لذلكَ
أتمنى ألا يحاول كوب الماء أن يربّت على رأسي .. !
نعود :
غالباً أنا كائن أليفٌ في وحدتهِ أعتىَ نقاطُ الضعفِ عنديِ
الطفولة والقصص والألعاب القديمة لذلكَ لا أتعجبُّ حين أُحْكِمُ إغلاقَ أبوابيِ و أضمَّ قلبيِ كثيرا
كي يرتاحَ قليلا من التفكير في الحزن الوقت والموت والأمكنة
و عندما يطرقُ زائرٌ هذا القلب أضعُ قليلاً من رقائق الذرة
في القليل من الحليب الدافئ
من علبة مكتوب على غلافها
"حتى 9 أشهر"

لربما
تصغر وحدتيِ قليلا .. !!

هل كان علي أن أعبرَ كلّ هذا ؟
أو ربما أفعل كما يفعل الأبطال في الأفلام والروايات الميلودرامية أبكي و ألوي بنعومةٍ ملامح وجهي .. ؟
ليبدوا لكم حزنيِ مثالياً
ولكنيِ لن أفعل ؛ لاَ لِشيءٍ فقط لأنيِ لم أعد أحزن مؤخرا
ولم أعد أسمح لنفسي بالالتفات إلى البكاء أو التصرف في عواطفي الرقيقة وفقَ أهواءٍ دخيلة
طوال الوقت كنت أنشغل عني بكل شيء وأي شيء إلا بيِ
أعتقد أني كنتُ أقسو على نفسي قليلاً حتى على لغتيِ
لأبدو على ما يرام
أطواري ليست غريبة اليوم
ولو أنها تبدو لكم كذلكَ
التعريِ من رداء المكابرة هوَ الصوت الذي تفكر به أصابعي الآن لتكتب ..
هو اليد التي تلمس بشرة أفكاري بلطف وتحنوا عليها برفق
و تضعني تحت مسامها ..
******* هيَ الأمُّ الوحيدة التيِ نهلت من ثدييهاَ مالم تمنحنيِ إياهُ أمي ولم تستعجل فطاميِ للآن تخيلوا ..!!
تتسع لعواطفي عندما لا تستطيع أية لغة أخرى أن تحتويها
إنني أفكر و أشعر و أكتب و أفرح و أحزن و أئِنّ ب*******
"إنكِ أمي"
لأن القوي لا يضعف إلا في حضن أمه
لأني أبكي أمامكِ كبلهاء يصيبها الهلع
عندما لا تفهم قصيدة ما ..
ولكنكِ يا أمي
تتخلين عني أحيانا حين تلبسناَ الغُصّه ورغمَ كل هذا
أشعر أن الكتابة هي الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله لأتابع الحياة وأنا أشبهنيِ لِأَكون مليئة بي ،
بكل ما أحمله من محتوياتي الهادئة المتناقضة بكلِ ما يعترينيِ و يُعرينيِ من الأقنعة
الهشة العنيدة
الجريئة الخجولة ..
أريد أن أحتفظ بي .. سالمة، ولذلك أكتب.
الكتابة لدي ليست هواية - الطبخ هوايتي الأزلية - الكتابة ضرورة بالنسبةِ ليِ
أسلوب تعايش
أكتب لأحيا ، وليس العكس ..
لطالما كانت الكتابة عنديِ رد فعل لفعلِ الحياة




شكرا لمن استقطعَ وقتاً لقراءة هذه النوستالجيا


 

التعديل الأخير تم بواسطة قيثارة ; 06-26-19 الساعة 09:05 PM سبب آخر: تم التعديل حسب طلب صاحبة الموضوع