الموضوع: طريـــق ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-19, 12:39 AM   #1
وهج

الصورة الرمزية وهج

آخر زيارة »  01-31-24 (06:07 PM)

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 طريـــق ..!



أتذكرون العابر الأنيق
سيّد الطّرقات
النّاصح الحزين ؟
ما زال تحت الّلمبةِ المُنهكة
يُمسْرِحُ الحزن للعابرين.

(ومن خيال الطّرقات )
.
.


بِأَقْصَى الرّصيفِ هُناكَ
- الوحيدة -
تضمُّ دفاترها باستياءْ
تُهدهدُ كلّ الكلامِ الجريحِ؛
لتغفو القصيدةْ !
تُهندمُ شكل الفراغِ المُريعِ
بأهدابها !
تُقايضُ صمتَ النّجومِ البعيدةْ
- بكلّ الضّجيج - !

تغيبُ رويدًا ، رويدًا ، رويدًا
بأحلامها
لتوقظها من سباتٍ عميقْ
بوقتٍ وجيزٍ
ظــلالُ الحقيقــةْ

( تقدّمَ منها بشكلٍ أنيقْ
يُقهقهُ - عجبًا -
بذاتِ الطّريقةْ )
ليسألَ ، لكنْ بنصفِ ابتسامةْ :
- لماذا الجميلةُ أقصى الطّريقْ ......

( بغضبٍ تقاطعُ نصفَ السّؤالْ ) :
- بأقصى الكلامِ ، بأقصى الكلامْ

(يمدُّ إليها أكفُّ الحنانْ ) :
- تعالي دعيْ الصّمتَ فوق الرّصيفْ
دعينا نتوّه كلّ الظّلامْ
كوني ضياءً ... فرحًا شفيفْ

(تردُّ سريعًا )
- ألمْ تدرِ أنّي بعمقِ المساءِ
أعيشُ قصيدة ؟!
وفي الصّبحِ أطلقُ سربَ الحمامْ

( بأسفٍ يقاطعْ ) :
- ولكنْ حزينةْ
تعالي لنطمسَ كلَّ الكلامْ
تعالي ، ولا تصفحين بنبلٍ ،
لنقسو قليلًا
فلا الصّفحُ يجدي ، ولا الانهزامْ
تعالي لنحرقَ كُلَّ الدّفاترْ

( تنظرُ نحو الفراغِ وثمَّ بعزمٍ تقول ) :
- أَإِنْ كان للموت حقًّا ضميرْ
دَعِ الموت يسألْ
تُرابَ المقابرْ
هل الصّفحُ منها لَأَمْرٌ يسيرْ ؟

( تالله إنّهُ أمرٌ عسيرْ )

- وإنّي أُسامحُ لو كنتُ حتّى
بدونِ ضميرْ

( يحدّقُ فيها ) :
- أيا عجبي كمْ لهذا الطّريقْ
مِنَ الوقتِ ، وهو يُدينُ العنادْ ؟!

(بطيفِ ابتسامةْ ) بفخرٍ تقولْ :
- ثمانون بيتًا وربعُ قصيدةْ
وكلّ العنادِ ، وكلّ العنادْ

( بقلّةِ حيلةْ ) :
- تعالي نُمسرحُ فوق الطريقِ
جراحَ الطّريقْ
نكونُ اشتعالًا
سطوعًا ، بريقْ
تعالي نعودْ...
إلى الشّغفِ الحُلوِ قبلَ الكتابةْ
تعالي وكوني عدوّي الودودْ
وإنْ شئتِ كوني صديقي الّلدودْ
تعالي رحيلْ
وكلّ الدّروبِ لأجلِ خُطاكِ
تكون سبيلْ
تعالي قرارْ
تعالي جنونًا
بقاءً ، فِرارْ
تعالي نرشُّ على الجُرحِ سُكّرْ
( تُهمهمُ ، تنهضْ )
- دعني أفكّر ...
لا لنْ أُفكّرْ

( تفرُّ بعيدًا )
( تنادي بصوتٍ يكادُ يغيبْ ) :
- قليلٌ من الحبٌّ يكفي ؛ لتسطُعَ
في حالكِ الّليلِ
كلُّ النّجومْ
كلُّ النّجومْ
كلّ النّجومْ
.
.
( ينادي عليها ، وما من مُجيب )
تعالي نفكّر
تعالي لنكملَ فوق الرّصيفْ
باقي القصيدةْ
تعالي نرشُّ على الجرحِ سكّرْ
/


( متعجّبًا يلتقطُ دفاترها ، يتركها للّمبةِ المنهكة)
مُتمتمًا : اِقْرَئِي على روحها الصّمت ، وعلى روحي السّلامْ .
.
.
(يركُلُ الطّريقَ بقدمهِ عائدًا نحو المجهول ..)

/

وهــج ....













 

التعديل الأخير تم بواسطة وهج ; 06-30-19 الساعة 01:08 AM