أنا قدّ مُت وحدي..
-فقط- كنتُ أبحث عن حياةٍ قابلةٍ للطي، حياة قصيرة القامة ومشبعة بالرطوبةِ، فمُتُّ.. متُّ وحدي.
وقد مشيتُ في جنازتي، وبكيتُ عليّ قليلاً، وزرتُ قبري فزرعتُ عنده زيتونة وشجرة ورد وأخذني التعب فعدتُ إلى البيت و نمت!
أنا قدّ مُتُّ وحدي..
لم يقتلني عدوٌ ولم أشعر بمرض، -فقط- أردت أن أضع نفسي في قماشة بيضاء، وأعيد تكويني من جديد، أو بالقليل أشتري لي حياة جديدة من قارعة الطريق!
أنظر حولي مشدوهاً إلى القبور، هنا قبرُ أبي.. وهناك قبرُ أمي.. أقرؤهما السلام وحال الحياة، لله درّكما: هل تعيشان مثلي الآن موتاً!؟
أنا قدّ مُتُّ وحدي..
لم يقتلني عشقٌ ولا انتظار، حتى إن حبيبتي المشاكسة ما زالت تمزق خواطري غاضبة ومحمرة الوجه، تلك التي لم أكتبها بها، وما زالت تبحث بين الحروف التي كتبتها، فتسند ظهرها على أي سطر فيها وتنقل على دفترها تلك الجمل التي تظن انها لها.. وتمزق البقية!
حبيبتي؟! كنتُ أحبك، وأشعر أثناء موتي أني أحبك أكثر.. كفاكِ مشاكسة !
أنا قدّ مُتُّ وحدي..
لم يقتلني وطنٌ ولا خيانة، فمنذُ أن سُرقَت خطوط طول وطني، وأُسِرتُ في دوائره العرضية، وانا لا يعنيني سوى تلك المساحة التي اختارها لي حجر نردي لأسكنها.
أنا الميتُ.. أقفُ على أطلال وطني لأُرثيه فأجد في كل زاوية منه نقطة دم تبحث مثلي عن حياة جديدة..
أنا قدّ مُتُّ وحدي..
لكني لم أنتحر، بل هذه الحياة أضحكتني.. لدرجة أنني كنتُ سأدعوها معي إلى حفلة موت!

وليدة اللحظة،،
بقلمي.. ع. د