في يوم من الأيام سمع القمر أنين الفجر
فسأله : مابالك يا فجر لما الألم والسهر؟
فأجابه: بسبب حبيب قد رحل وهجر
فلم يعد بإمكاني سماع صوته المستمر
او رؤية وجهه الجميل اللذي يشبه الزهر
فقال له القمر : هل خطفه الموت واخذه منك الدهر؟
فاجابة الفجر : الموت نهاية حلم كلنا لنا فيه مستقر
وهو وحش ينهش الجسد الا لمن اتقى وصبر
فيكون له راحة من بلاء الدنيا وما فيها من شر
فقال له القمر: صف لي حبيبك؟
فأجابه الفجر : جماله ليس له مثيل فهو كالبدر
في عينيه اسرار وجمال البحر
في جسمه رائحة الورد والعطر
وفي محياه تشرق شمس الخير
قلبه خالي من الحقد ولا يمكنه الغدر
فجواره سكينة وراحة من كل مُر
فهو ذكرى جميلة لأعيش بيها بقية العمر
فهو حبيبي وعشقي الأبدي بكل فخر




استغرب القمر من وصف الفجر لحبيبه وسال نفسة : هل يوجد مثل هذا الحبيب؟ وهل يوجد حب صادق لهذا الحد؟
وفجأة استيقظ القمر من نومه وادرك ان كل الحوار كان مجرد حلم في ذاكرته قد استقر ولكن السؤال مازال يدور في الفكر.عن ذلك الحبيب الذي وصفه يعجز القدر.فحاول النوم مرة اخرى ليسال الفجر ولكنه كان قد اختفى في الشفق وظهرت الشمس في الافق...