عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-19, 08:35 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:06 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عظمة الدين الإسلامي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لقد كان أجدادنا وأسلافنا فيما مضى من الزمان متمسكين بالدين معتصمين بحبله المتين، لقد دكت قوة إيمانهم عروش القياصرة، وزلزلت قوة عقيدتهم تيجان الأكاسرة، فماذا نحن اليوم فاعلون؟! هل نحن على خطاهم سائرون؟!

أم عن منهجهم غافلون؟،

لا تصلح هذه الأمة في آخر زمانها إلا بما صلحت به في أول زمانها، لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ألا وهو الاجتماع على الدين، ومعرفة منهج رب العالمين، والتمسك بالصراط المستقيم.



إخوة الإيمان: لقد اجتمع المسلمون الأوائل بعد تفرّق، وقووا بعد ضعف، وفتحوا أعظم دولتين كانتا في زمنهم أعظم دولتين إمبراطوريتين؛ إمبراطورية الفرس والروم، قوتين عظميين كانتا في زمن العرب قديمًا وزمن المسلمين عندما ابتعث الله النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- .






لم يكونوا بمعزل عن الأمم، لقد كانت هناك قوى ظالمة، وكان هناك ظلم عالمي، ومع ذلك كيف ترعرع الإسلام في قلوب المسلمين، وكيف تعاظم هذا الدين في نفوس أبنائه، ترعرع كما تترعرع النبتة، وكما تنبثق الشجرة، وكما ترسل أغصانها بقدرة باريها وكما يغمر جزعها وكما يعظم ظلها، هكذا شيئًا فشيئًا حتى آتت أكلها كل حين بإذن ربها.



أجل أيها الإخوة: يا لها من عزة عاشها أسلافنا! ويا له من دين عظيم حقق فيهم ثماره وآتى أكله، لقد صدق أولئك الرجال (مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 23



إخوة الإيمان: لقد كان الفرس والروم قديمًا يقتسمون السيطرة على العالم، عندما ابتعث الله النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فماذا كان وماذا حصل؟!



كان العرب -كما عرفنا- مزقًا وأشلاء، قبائل وطوائف تجمعوا فحول الدين رعاة الإبل والغنم إلى قادة الشعوب والأمم، ورقوا في سلم المجد لاتكالهم على الله وتمسكهم بدين الله.






إن الإسلام -كما أشرت- لم يميز بين لون ولون، بل جعل بلال الحبشي يصعد الكعبة ليؤذن، وجعل أبا جهل وأبا لهب في ذل وخسران وإهانة وهما الشريفان القرشيان!!



لقد أكد الإسلام في النفوس ألا تمايز بين الناس إلا بالإيمان والعمل الصالح يوم نحقق في نفوسنا هذا الميزان يعلو شأننا وتتحد قلوبنا وتقوى أواصلنا وتخافنا الأمم.



لقد تنازع المهاجرون والأنصار يوم حفر الخندق في سلمان الفارسي -الذي كان متقدمًا في السن فإن بعض الروايات تقول: عاش على ما يزيد على ثلاثمائة سنة قبل الإسلام وبعده- كان يعمل في الخندق عمل رجال عدة، فكان المهاجرون يقولون: سلمان منا، والأنصار يقولون:

سلمان منا، فسمعهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلمان فارسي الأصل وليس بعربي ولا قرشي فقال: "سلمان منا آل البيت"، ليس منكم ولا منهم فآل بيت محمد كل مؤمن تقي، أعطاه وسامًا رفيعا وقلده شرفًا عظيما بنسبته إليه "سلمان منا آل البيت" بصدقه، بإيمانه ببحثه عن الحقيقة بتضحيته بكل شيء؛ ترك أهله وبلده ومعتقده وهاجر إلى الشام يتنقل من راهب إلى راهب، ثم من رقّ إلى رقّ عند العرب وعند اليهود حتى أكرمه الله بالإيمان بخير خلق الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وعانى ما عانى وقاسى ما قاسى حتى جنى الثمرة بصدقه وبحثه وصبره وهو في سبيل الحق مضحٍ.






إخوة الإيمان:

إنه الإسلام الذي رفع أهله فيما مضى بصدقهم، لا يترك الإسلام أهله إنما هم الذين يبتعدون عنه، إن ربعي بن عامر -رضي الله عنه- عندما ذهب إلى ملك الفرس،

ودخل إلى بلاطه وقصره يتكأ على رمحه، ويدوس سجاده الفاخر ولا يبالي بتلك الزينة ولا العظمة ولا بتلك الحضارة المادية الزائفة القائمة على الشرك والوثنية، لم يبال بشيء إنما كان يشهد فضل الله عليه وعلى من آمن مثله بهذا الدين، ووقف أمام ملك الفرس يقول: "نحن قوم ابتعثنا الله لنُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".


يجب أن نقارن ما كنا عليه وما صرنا إليه أحوال الأمة فيما مضى، وأحوالنا فيما نعيش من هذه الأيام، إن الله –عز وجل- ينادينا في كل وقت وحين في قرآنه العظيم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ)[آل عمران: 103].






إن الألفة والمحبة والمودة فيما بين المسلمين هي القوة الضاربة التي ترهب أعداء الإسلام، إن أعداء الإسلام قد عرفوا مكامن القوة في الإسلام والمسلمين، أجل أيها الإخوة حتى إن قائلهم كان يقول قائل من أعداء الإسلام كان يقول عن هذه الأمة:

"أنا لا أجهل هذه الأمة –أي أمة الإسلام- لقد اتخذت القرآن مهجورا" كان يتكلم عنها في عصرها الحاضر كان يبين حال هذه الأمة اليوم.

منقول من مجالس الصالحين