عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-19, 03:32 PM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كيف نجعل سورة الحج حياة



مقصود سُّورة الحج

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- عن مقصودها :
" تضمنت منازل المسير إلى الله ، بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها "

وكلامه يحققه أن السورة سميت باسم الحج ، وهذا الاسم متفق عليه بين أهل العلم ..

والحجّ في اللغة هو:
القصد إلى معظم ليس مطلق القصد ولكنه قصد إلى معظم ، وأعظم مقصود هو الله العظيم سبحانه ، والناس كلهم سائرون إلى الله العظيم في جلاله وجماله ورحمته جل في علاه ..

فهنا الله سبحانه وتعالى يريد أن يُبيّن لنا في سورة الحجّ كيف نقصده ، كيف نسير إليه - جل وعلا - في هذه الحياة الدنيا . كل واحد منا يطمع أن يسير إلى الله لكن هذا المسير لابد ألاّ يكون بحسب هواه وإنما يكون بحسب ما يختاره الله - عز وجل - له.


فهي علامات ومنارات للسائر ، في أي طريق يسلك ؟ ثم كيف يسير ؟ وما هو زاده ؟ ومن أي شيء يحاذر؟

يقول الله - عز وجل - في مطلعها :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)

والله أحبتي لو أننا جلسنا قليلا مع أنفسنا وحاولنا أن نتفكر في هذه الآيات العظيمات لخشعت القلوب وذرفت الدموع...وتأملنا فيما يتوعد الله - عز وجل - به الناس

هنا سورة الحجّ تبين لك هل تريد أن تسير إلى الله ؟
لا طريق لك في مسيرك إلى الله إلا أن تجعل الخوف هو الذي يملك قلبك حينما تريد أن تقول أو تريد أن تعمل..

لن نسير إلى الله إلا بالتخويف والتهديد ، ولا تُبعد قلبك عن هذا ، القلب بحاجة أن يخاف ، بحاجة أن يخشى ، وقد قالوا قديما "فإنما العلم الخشية" ، ولذلك من أراد أن يعبد الله حق عبادته لابد له أن يتدبر أمثال هذه الآيات في سورة الحجّ .


كيف نجعل سورة الحج حياة
د. عصام العويد

يتبع ...