قلت لحبيبتي: هيا بنا نتفلسف!
فانا سيد الكلمة وأنت اميرتها..
فلنرجم كل حروف الجر والعطف .. ونقطع رؤوس كل تاءات التأنيث وواوات الجماعة المعلقة على فوهة قلبي..
ولنحرق كل علامات الاعراب وحروف العلة.. فحروف العلة منطقها "أعوج" .. فهي ك "ماسورة" ماء مكسورة.. لا تروي الا أرض مأسورة.. وما فائدة أرض تُروى وهي مأسورة!؟
وقلبينا ماؤه يتدفق.. ينتظر تعليلاً بفاصلة منقوطه، او هامش أسفل صفحة معلوماتها مغلوطة..
أو أي شيء.. من أي شيء .. أصبحت فيه التفاهة تراث ومخطوطة!
فأمسكت - حبيبتي- يدي وتمنت لي شفاء سريعا!!
وحبيبتي كانت شقية.. بل شقية جداً..
كلما أكتبُ بها خاطرة كانت تقف على حد حرفها الأخير.. فتنزع منها كل الفواصل والنقاط وضمائر الوصل والانفصال.. فلا أستوعبُ بعدها ما كتبتُ لها..
كانت تكره خواطري.. فكلما خربشت جملةً تحلفني بالله إن كنت أقصدها بتلك الخاطرة أم أقصد فتاة أخرى.. حبيبتي وهل كل الفتيات يشبهوكِ!؟
شقية حبيبتي كانت..
تحب الرقص على صوت المطر وهو يتساقط على لوح "زينكو" .. كانت تمسك بذراعي فنغمض عيننا ونصعد رويدا رويدا إلى السماء.. نلامس الغيوم ونمسك الكواكب في راحتينا ونقربها إلى بعضها.. ونبعد ظلام الليل ونشعل شمعة في كل نجمة.. ولذلك - يا حبيبتي- الحياة منذ أن رحلتِ مظلمة جداً!
شقية حبيبتي كانت.. وأكثر فلسفة مني.. بل أكثر عمقاً مني..
فقد منحتني كل الاشياء في سنوات.. وأخذت كل شيء بلحظه!



"فُـــرات"