عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-19, 08:15 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الإعجاز اللفظي في سورة الكهف ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم نقرأها كل جمعه ، نتدبر آياتها ، نبحر في مدلولاتها نقف مذهولين ليس في المعنى فقط ولكن أيضاً من الإعجاز العلمي

ما اللمسة البيانية في استخدام (فأردت) (فأردنا ) (فأراد ربك) في سورة الكهف في قصة موسى والخضر؟

الملاحظ في القرآن كله أن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه ؛ أما الخير والنِعم

فكلها منسوبة إليه تعالى كما في قوله (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسّه الشر كان يؤوسا)

ولا نجد في القرآن فهل زيّن لهم سوء أعمالهم أبدا إنما نجد (زُيّن لهم سوء أعمالهم)

وكذلك في قول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام (الذي يميتني ثم يحيين)

وقوله (وإذا مرضت هو يشفين) ولم يقل يمرضني تأدباً مع الله تعالى.

(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً {79})

في هذه الآية الله تعالى لا ينسب العيب إلى نفسه أبداً فكان الخضر هو الذي عاب السفينة فجاء الفعل مفردا

(فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً {81})

في هذه الآية فيها اشتراك في العمل قتل الغلام والإبدال بخير منه حسن فجاء
بالضمير الدالّ على الاشتراك. في الآية إذن جانب قتل وجانب إبدال فجاء جانب
القتل من الخضر وجاء الإبدال من الله تعالى لذا جاء الفعل مثنى

(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا
صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ
عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82})

في هذه الآية الجدار كلّه خير فنسب الفعل لله وحده وأنه يدلّ على أن الله تعالى
هو علاّم الغيوب وسبق في علمه أن هذا الجدار تحته كنز لهما وأنه لو سقط
سيأخذ أهل القرية المال من الأولاد اليتامى وهذا ظلم لهم والله تعالى ينسب الخير لنفسه عزّ وجلّ.

وهذا الفعل في الآية ليس فيه اشتراك وإنما هو خير محض
للغلامين وأبوهما الصالح والله تعالى هو الذي يسوق الخير المحض.
وجاء بكلمة
رب في الآيات بدل لفظ الجلالة (الله) للدلالة على أن الرب هو المربي والمعلِّم

والراعي والرازق والآيات كلها في معنى الرعاية والتعهد والتربية لذا ناسب بين
الأمر المطلوب واسمه الكريم سبحانه

منقول