ناسِك فِي صومعةِ الذكرياتِ
أيا سارقة التعبِ والأتراحِ
أطلتِ في بعادك
أيا من ذهبت . وتركت حقائب الحنين والجراح
لوعني بعدك
في بعدك تتكرر الذكريات . ذكريات الصباح والمساء
هذه أصابعك الرشيقة تدُس أوراق النعناع في دورق الشاي
هاهي تستل الوسن من عيني
وهأنذا أطرب لصوت أرتشاف رضابك
تعلمين أتقادي . فتحضنيني بأهدابكِ
أيا من أطلتِ غيابك
أقبل البرد
وكم أنتِ جميلة بالبرد
وكم هو جميل عطركِ الشتوي
كأنهُ يأخذُني إلى غابة صنوبر
وكم هي جميلة راحتيك حين تفركي يدي
فيفوح عطرُ رُوحك أكثر وأكثر
يا ذات الشال البنفسجي
مازلت أتذكر ذاك المقهى
وذاك المقعد مازال يذكركِ ويتحسر
هذا الأربعاء الألف يمضي
ومازال المقهى يعج بطيفك
ومازالت يدي فوق يدكِ
وأنا أقول أحبكِ أحبكِ
والنبض حولك يتبعثر
ويقبلُ النادل . بعلبة حمراء
أدفع ثمن الأشياء
مع أن سيدة النساء
لم تشرب كوبها المعطر
مع أنها لم تشرب كوبها المعطر