عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-19, 09:19 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:06 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كن محسنا من خلال ما وهبك الله !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تبحث دائما عن طريق يوصلك إلى الله غير الطريق الذي وضعك الله به؟!

إذن; فلتعلم أن ما بك هو جهل بحقيقة اسم الله ( الحكيم) !
وكم أخذ هذا الجهل من الناس أعمارا قُضيت في غير ما ينبغي أن تقضى فيه، وكم أخذ هذا الجهل من الناس مشاعرَ صرفت في الحزن والحسرة على ما يعوّق سير الطريق!

إذا علمت أن الله حكيم; فتحقق بمعانيه; فإنه سبحانه يضع الشيء في موضعه المناسب له، عطاياه كلها حكمة، وتكاليفه كلها حكمة. فكل عبد يكلف على حسب ما أوتي، يقول تعالى: { لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، ودورك هو أن تفكر فيما وهبك، بل و حتى فيما ابتلاك ، فستجد حينها أبوابًا كثيرة توصلك إليه عز وجل !

تأمل في قصة يوسف عليه السلام: قيل له وهو في السجن ( إنَّا نراك من المحسنين ) !
ترى بأي الإمكانيات وصل إلى ذاك الإحسان؟ هل تكلف ما ليس في وسعه، وما لم يؤتاه؟ أم هو فيما وُهِبَ أَحْسَن ؟

إذا علمت أن الله حكيم; فاعمل بمايقتضيه علمك بذاك:
رزقك الحكيم مالًا ولم يرزقك علما ؟
ارض بذلك، فإن ربك الذي قسم حكيم، يضع الشيء في موضعه المناسب له، لا تقضِ العمر تقول: لو أن لي علمًا لبذلته للناس; ثم تنسى أنه يمكنك أن تدخل مضمار السباق!
أنفق من مالك على طلبة العلم; فتصب أجورهم في ميزانك!
كن محسنا من خلال ما وهبك الله!

وهبك الحكيم قلمًا سيالًا ولم يهبك مالًا ؟
ارض بذلك; فإن ربك الذي وهب حكيم يضع الشيء في موضعه المناسب له، لا تقض العمر تقول: لو أن لي مالًا لأنفقت على العلم وأهله; ثم تنسى أنه يمكنك أن تدخل مضمار السباق !
اكتب ما ينفع الناس، سجل ما ينفعهم من الأفكار.
لا تقل من سينتفع; فبصدق نيتك يكون لما كتبته أثر مبارك يوما ما ! وها هو الإمام مالك يُسأل: لماذا تكتب الموطأ وقد كتب الكثير من الموطآت، فيقول: "ماكان لله بقي "!
ومرت الأيام، وذهبت الموطآت، وبقي موطأ الإمام!

كن محسنا من خلال ما وهبك الله.

لديك العديد من الأبناء، فهذا الغضوب، وذاك العنيد، وهذا المضطرب نفسيا، وذاك المريض بدنيا؟
ارض بذلك; فربك الذي وهب حكيم، يضع الشيء في موضعه المناسب، لا تقض العمر تقول: لو كنت متفرغا لفعلت وسعيت في أنواع الطاعات; ثم تنسى أنه يمكنك أن تدخل مضمار السباق وتسبق السعاة!
ربّ أبناءك وارعهم وارفق بهم، فهم بابك الموصل إلى الله!
كن محسنا من خلال ماوهبك الله.

🌱 رزقك الحكيم تفوّقًا في نوع من العلوم،
وهذا طفل قريبك أو طفل جارك لديه ضعف في العلم الذي تحسنه ، فلا تقض العمر تقول: لو أعطاني الله قلمًا لكتبت ونفعت; ثم تنسى أنه يمكنك أن تسبق في مضمار السباق!
علم طفل جارك أو قريبك ما تفوقت فيه، وكن محسنا من خلال ماوهبك الله!

بابك الموصل إلى الله مفتوح إلى جانبك، ينتظر ولوجك فيه، فلا تبحث عن الأبواب البعيدة المغلقة وتقضي العمر والفكر في التطلع إليها، ثم تخرج من الحياة لا إلى ما تطلعت إليه وصلت، ولا فيما مكنك الله فيه نفعت!

فتـش في نفسـك عن مواهبك، ثم لا تمنع نفعك عن أحد .
اعمل بما قُسم لك فهو طريقك إلى الأحد !

قبس من درس اسم الحكيم .
أ.أناهيد السميري