عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-19, 03:18 PM   #1
جملة مفيده

آخر زيارة »  05-03-22 (10:10 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حنظلة بن الربيع



حَنْظَلةُ بن الرَّبِيع، وقيل: ابن ربيعة بن صيفي التميمي، ويقال له: حنظلة الأسيدي، والكاتب؛ لأنه كان يكتب للنبي صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم. يكنى أبا ربعي، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي حكيم العرب، أدرك أكثم بن صيفي مَبْعَث النّبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم، وهو ابن مائة وتسعين سنةً، وكان يُوصي قَوْمه بإتيانِ النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم ولم يُسْلِم، وكان قد كتب إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم فجاوَبَه رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلّم، فسُرَّ بجوابه، وجمع إليه قومَه، فندبهم إلى إتيان النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم والإيمانِ به، فاعترضه مالك بن نُويَرة اليربوعيّ، وفرَّق جَمْع القوم؛ فبعث أكْثَم إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم ابنَه مع من أطاعه من قومه، فاختلفوا في الطّريق، فلم يَصِلوا.
وأخو حنظلة رياح بن الربيع، أسلم وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وحنظلة روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكتب له، وأرسله إلى أهل الطائف فيما ذكر ابن إسحاق، وشهد القادِسيّة، ونزل الكوفة، وهو ممن تخلف عن علي رضي الله عنه في قتال الجمل بالبصرة، وروى عنه أبو عثمان النهدي، ويزيد بن الشخير، ومُرَقِّع بن صيفي،وغيرهما، وروى أبو عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيدي: أنه مر بأبي بكر رضي الله عنه وهو يبكي، فقال: "ما لك يا حنظلة"؟ قال: نافق حنظلة يا أبا بكر، نكون عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة كأنا رَأيَ عَيْنٍ؛ فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرًا! قال فوالله إنا كذلك، انطلق بنا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فانطلقنا، فلما رأه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "مَالَكَ يَا حَنْظَلَةَ؟" قال: نافق حنظلة يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رَأيَ عَيْنٍ، فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة، ونسينا كثيرًا، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الحَالِ الَّتِي تَقُومُونَ بِهَا مِنْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ فِي مَجَالِسِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةٌ وَسَاعَةٌ" (*).
وروى ابن إسحاق قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حنظلة بن الربيع بن صيفي، ابن أخي أكثم بن صيفي إلى أهل الطائف: أتريدون الصلح أم لا؟ فلما توجه إليهم قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ايتَمُّوا ِبهَذَا وَأَشْبَاهِهِ" (*). ثم انتقل إلى قرقيسيا فمات بها في إمارة معاوية بن أبي سفيان، ولاعَقِبَ له، ولما توفي حنظلة جزعت عليه امرأته، فنهاها جاراتها وقلن لها: يحبط أجرك، فقالت:
تَعَجَّبَتْ دَعــــــدٌ لِمَخْــزُونَةٍ تَبْكِي عَلَى ذِي شَيْبَةٍ شَاحِبِ
إِنْ تَسْأَلِينِي اليَوْمَ مَا شَفَّنِي أُخْبرْكِ قَوْلًا لَيْـــــسَ بِالــــــكَاذِبِ
إِنَّ سَــــوادَ العَيْن أَوْدَى بــهِ حُزْنٌ عَلَـــى حَنْظَلَةَ الـــــــكَاتِبِ