عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-20, 07:49 AM   #1
احمد العبدالله

آخر زيارة »  10-19-20 (07:29 AM)
المكان »  الدوحه/قطر
الهوايه »  كرة القدم - ومطالعة الكتب

 الأوسمة و جوائز

14 سعيد بن جبير رحمه الله



علم سعيد بن جبير كان سعيد -رضي الله عنه- من خيرة التابعين وأكثرهم علمًا، فقد عكف على العلم منذ بدايات حياته وتتلمذ على يد كبار صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مثل: أبي سعيد الخدري، أبو موسى الأشعري، عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-، ولكنَّ الفضل الأعظم في علم سعيد يرجع إلى حبر الأمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه الذي لازمه سعيد مدة طويلة وأخذ عنه كثيرًا من العلم، وقد أخذ سعيد من عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قراءات القرآن الكريم الثابتة عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقرأ بها وعلَّمها للناس، وقد تعلَّم التأويل والتفسير فكان عالمًا من خيرة علماء الأرض حتَّى قال عنه الناس عند موته: "مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض أحد من أهل زمانه إلا وهو محتاج إلى علمه"، وتعتبر أقوال سعيد عند العلماء اليوم صحيحة لأنّه أخذ عن عبد الله بن عباس مباشرة، فكان ثقة بين العلماء لفقهه وورعه وتعبُّده، وهي الصفات التي يجب أن يتحلى بها العلماء الثقة، والله أعلم. قصة مقتل سعيد بن جبير بعد أن قبض والي مكة على سعيد الذي كان يعيش في مكة، قام بإرساله إلى الحجاج بن يوسف الثقفي مكبلًا بالقيود، فسار من الحجاز إلى العراق مكبلًا، حتَّى إذا وقف بين يدي الحجاج، دار بينهما حوار طويل يسأل به الحجاج عن سبب خروج سعيد عن طاعة الحجاج وانقلابه على أمير المؤمنين، وبعد حوار طويل دافع فيه سعيد عن نفسه وعن كلمة الحق بإيمان مطلق، قال له الحجاج: أي قتلة تريد أن أقتلك؟، فقال سعيد: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة، فردَّ الحجاج: أتريد أن أعفو عنك؟ فقال سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر، فقال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه، وبينما همَّ الجند بقتله ضحك سعيد فتعجَّب من حوله وأخبروا الحجاج فدعاهم لردِّه وسأله: "ما أضحكك؟، فقال سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك، فأمر الحجاج بقتله، فتلا سعيد قول الله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[٥]، فقال الحجاج: وجهوه لغير القبلة، فقرأ سعيد قول الله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[٦]، فقال الحجاج: كبوه على وجهه، فَتلَا سعيد: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ}، فأمر الحجاج بذبحه، فنطق سعيد بالشهادتين ثمَّ دعا قائلًا: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي، ومات سعيد بن جبير في 11 رمضان من عام 95 للهجرة، واستجاب الله دعاءه فقد مات الحجاج بعده بفترة قصيرة ولم يقتل بعده أحدًا، والله تعالى أعلم.