عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-20, 02:25 AM   #1
ممثل قانوني

الصورة الرمزية ممثل قانوني

آخر زيارة »  10-25-22 (12:04 PM)
المكان »  الأصل بشرورة، والمنشأ بالرياض، والإستقرار بجده، والهوى بحائل
الهوايه »  قراءة القرآن الكريم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قضايا واقعية وقفت عليها



لكل محبي القصص الواقعية ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

أسرد لكم في كل مرة قصة عاصرتها أو قضية باشرتها خلال حياتي المهنية، مع الإحتفاظ بحق النشر للشخصيات الإعتبارية والمعنوية المذكورة بالقصص بعدم ذكر الأسماء أو الجهات ذات العلاقة، والغرض من النشر هو توعية المجتمع بالأخطار المحيطة والحث على التصرف السليم في المواقف الصعبة، ونترك للقراء التقييم والمشاركة بالتعليق..

القصة الأولى: عصابة وسطاء الزواج

كنت في أحد أروقة المحكمة أنتظر موعد جلستي وإذا بشخص في حالة قلق ومعه مجموعة من الأوراق ويسأل المتواجدين عن الإجراءات في قضيته، وجميع المتواجدين في تلك اللحظة كانوا مراجعين طبيعيين ولا يوجد بينهم شخص قانوني، فقمت إليه وعرضت عليه المساعدة، فأعطاني صك لحكم قضائي بصرف النظر عن دعوى لعدم الإختصاص، فأخذت رقم هاتفه ووعدته بالإتصال عليه فور الإنتهاء من جلستي القضائية؛ وفعلاً بعد إنتهائي من الجلسة قمت بالإتصال عليه
وقابلته بصالة الإنتظار، وقص علي قصته قائلاً:

"انا شاب عربي في الثلاثينات من العمر وأعمل مزارعاً بمنطقة القصيم بالسعودية، ولدي أم وأخت مريضتان، وانا العائل الوحيد لهن، كما أن كفيلي رجل من أهل الخير والصلاح من أهل المنطقة يساعدني في توفير السكن ومصاريف المنزل وعلاج أهلي، فقررت بأن أتزوج فتاة لكي تخفف عني ضغوط الحياة وأسكن إليها وتساعدني في رعاية والدتي وأختي، فلجأت إلى موقع تويتر الذي يعج بحسابات الخطابات ووسطاء الزواج، واخترت حساباً يروج لهذا الأمر، وتواصلت مع صاحبة الحساب فطلبت مني معلوماتي الشخصية وأوصافي وعنواني وصورة شخصية لي ومواصفات العروس المطلوبة ورقم هاتفي، فقمت بتلبية طلباتها وإرسال جميع البيانات لها عبر الرسائل الخاصة بالحساب، بعدها اتصل على هاتفي رقم مجهول، وعند الرد تحدثت معي فتاة من إحدى جنسيات المغرب العربي وأخذت تسأل عني وعن وضعي الاجتماعي والمهني والإقتصادي، وتبادلت معها أطراف الحديث وقمت بتبادل المعلومات معها بكل أريحية وثقة، فقامت بإرسال مجموعة صور لها ولأهلها.
مكثت على هذا الحال فترة من الزمن حتى توطدت العلاقة الهاتفية، بعدها طلبت مني القدوم لمقابلتها بمدينة جده لأقابلها برفقة صديقتها وأحد إخوتها، وطلبت مني بشكل غير مباشر عن طريق المزاح بجلب هدية لها عند القدوم، فقمت بشراء خاتم كعربون ثقة وسافرت إلى مدينة جده لمقابلتها، وعند وصولي قمت بمقابلة الفتاة وصديقتها وأخيها الأكبر في أحد المقاهي، وتناولنا وجبة عشاء خفيفة وبعض التسالي وتجاذبنا أطراف الحديث واتفقنا على عدة أمور بخصوص الخطوبة والزواج وقيمة المهر، وطلبت مني مبلغ (50,000) ريال قيمة الصداق بحيث أدفع لها النصف خلال أسبوع حتى أبين جديتي في الزواج والنصف الآخر بعد عقد القران، فوافقت على ذلك وانتهى اللقاء ذلك اليوم وعدت عبر أقرب رحلة متاحة إلى مكان إقامتي.
بعدها تعاقبت الاتصالات بيننا عبر الهاتف وتوطدت العلاقة أكثر فأكثر، وبما أنني شاب في مقتبل العمر فقد وقعت في حبها بلا شعور، فقد استغلت ظروفي الإجتماعية والعاطفية وقامت بقطع عدة وعود بأنها ستعوضني وأنها ستهتم بأهلي وغيرها من الوعود الواهية، وقد كنت لا أرى شيئاً في عيناي سوى هذه الفتاة، وكنت أصدق كل كلمةٍ تنطلق منها؛ بعد ذلك بدأت هذه الفتاة بطلب النقود بحجة تجديد إقامتها تارةً وبحجة مرض أمها تارة، وبحجة زيارة أمها المريضة في بلادها تارةً، وكنت أصدقها وأحول لها مبالغ طائلة، وكنت أستلف هذه المبالغ لإرضاءها وبعد أن وعدتني برد كل هذه المبالغ لي حتى وصل المبلغ لأكثر من (70.000) ريال، بعدها قامت بإغلاق هواتفها النقالة وإلغاء بريدها الإلكتروني وجميع حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي ولم أعد أستطيع الوصول إليها، فاضطررت إلى الإتصال بصديقتها التي كانت برفقتها عند أول مقابلة أجريت معهم، وكانت تتحجج في كل مرة بأن صديقتها مريضة، ومرةً تخبرني بسفرها خارج البلاد، وهكذا حتى انقطع الإتصال بصديقتها أيضاً ولم أعد قادراً على الوصول لأي منهم، فاضطررت للسفر إلى مدينة جده وزيارة مقر سكنها الذي ادعت بأنها تقطن به ولم أتوصل لأي عنوان لها، فقمت بالإتصال على الخطابة التي بدورها بدأت تسرد لي قصصاً وحججاً واهية، حينها أحسست بأنني وقعت بفخ النصب والإحتيال، وقمت بتهديد الخطابة بأنني سأقوم باللجوء إلى القضاء، فارتعدت الخطابة خوفاً واعترفت بأن خطيبتي موجودة بأحد الأحياء بمدينة جده وأنها متزوجة من رجل آخر، فقمت بالسفر للموقع فوراً وانتظرت عند الموقع المطلوب لحين نزولها، وبعد برهة صادفت نزول صديقتها من العمارة فلحقت بها وتفاجأت بوجودي، وسألتها عن خطيبتي فقالت لي بأنها خارج المنزل برفقة زوجها علي نسيانها فهي لم تعد ترغب بك لأنك لم توفر النصف الآخر من المهر والموضوع أخذ وقتاً طويلاً، وأخذت منها رقم هاتف خطيبتي الجديد، وعند إتصالي بها تفاجأت وأخذت تنهرني وتقول لي: (انا امرأة متزوجة أما تستحي من الإتصال بي، انا لا أعرفك، ولو اتصلت علي مجدداً سأجعل زوجي يؤدبك) وأغلقت المكالمة، فعدت حزيناً لأحد الفنادق ومكثت أفكر طوال الليل، وفي نفس اليوم وردني إتصال من أخيها الأكبر وتبادل معي الحديث بنبرة فيها تهديد ووعيد بالقتل إذا ما اقتربت أو اتصلت على أخته، فأخبرته بأنني أرغب في استرداد جميع أموالي التي قمت بدفعها لها، وأن لدي حوالات بنكية تثبت هذه المبالغ، فقال لي لا شيء لك، وأغلق المكالمة؛ فلم أذق طعم الراحة منذ ذلك الحين ولم يهدأ لي بال نتيجة ما تعرضت له من عملية نصب وإحتيال وقررت اللجوء إلى المحكمة.
وقمت برفع دعوى حقوقية لإستعادة أموالي بالمحكمة العامة، ولكن القاضي أصدر صكاً بعدم الإختصاص النوعي، حيث أنها قضية جنائية ويستوجب علي الذهاب لمركز الشرطة المختص لتقديم دعوى... وها انا ذا بين يديك لا أعلم أين أتوجه وماذا أفعل، فانا هنا منذ ثلاثة أيام لم أذق طعم النوم ولم أعثر على الشخص المناسب الذي يساعدني في قضيتي ويعيد إلي حقي المسلوب".

فأخذت أوراقه واصطحبته معي إلى المكتب وطلبت منه جميع المستندات ومعلومات هوية خطيبته المزعومة والأسانيد التي تدعم قضيته فزودني بها جميعاً، فسألته عن وضعه المادي حتى أحدد له أتعاب القضية فأخبرني بأنه ليس لديه دخل إلا معونات بسيطة من كفيله ولكن إذا ما تم إعادة حقه فإنه سوف يقوم بدفع المبلغ الذي أرغبه، فقلت له لا بأس.. نظراً لوضعك المادي سأقوم بتولي قضيتك لوجه الله لربما تكون سبباً في دفع شر أو مضرة عني في يومٍ ما.
عدت إلى مكتبي في اليوم التالي وأعددت لائحة إتهام لمركز الشرطة المختص وتم إرسال أمر تبليغ بالمراجعة (استدعاء) للمدعى عليها ومرافقيها، وعند استلامها لأمر التبليغ قام كفيلها وهو موظف حكومي متستر عليها بالإتصال على موكلي في محاولة منه للمماطلة وتلطيف الأمور والتنازل عن القضية وأن مكفولته ستقوم بسداد المبلغ، فأخبرت موكلي بعدم التجاوب معهم والرد عليهم نهائياً حيث أنه العاطفة تغلب عليه في إتخاذ القرارات ويستطيع أي شخص التأثير عليه لطيبته وحسن نيته، وبعد عدة مراجعات للشرطة وتبين أن المدعى عليها لا تتجاوب ولم تحضر للدفاع عن نفسها وتبرير أفعالها فقد حرصنا على التعميم عليها بجميع منافذ المملكة وإيقاف خدماتها وإصدار أمر قبض عليها، فقامت بتغيير أرقام جوالاتها ومقر إقامتها، وأصبحت تتنقل من حي لآخر في كل شهر هي وأزواجها، حيث اتضح لقسم البحث والتحري بأنها **** منظمة عبارة عن مجموعة نساء من عدة جنسيات يقومون بإدارة هذا الحساب على تطبيق تويتر وإيهام الرجال بالزواج والحصول على مبالغ مالية طائلة منهم ثم الهرب والإختفاء، وهكذا تمت المتابعة حتى هذه اللحظة، فتم القبض على كفيلها، ولكن إلى هذه اللحظة ما زال البحث عنها مستمراً، وهذه القضية أخذت ما يقارب العامين والنصف منذ التقدم بالدعوى إلى لحظة كتابة هذه القصة وما زالت تحت المتابعة.

- ممثل قانوني -


 


رد مع اقتباس