عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-20, 02:23 AM   #11
ممثل قانوني

الصورة الرمزية ممثل قانوني

آخر زيارة »  10-25-22 (12:04 PM)
المكان »  الأصل بشرورة، والمنشأ بالرياض، والإستقرار بجده، والهوى بحائل
الهوايه »  قراءة القرآن الكريم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزء من قوله في أحد الأحاديث: (إعقلها وتوكل)، وهذا مبدئي في أمور الزواج، فالشارع لم يضع شروطاً تعجيزية كما يضعه أغلب الأهالي المسلمين الآن مع الأسف الشديد، فالسنن بدأت تُهجر، فالسنة في الزواج هو التعجل به، وتيسير أموره لطالبه، وعدم تعجيز الأهالي، فالبعض يضع شروطاً تسبب آثاراً سلبية على المدى البعيد من ديون ومشاكل أسرية وطلاق، وكل ذلك بسبب كثرة الطلبات، وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى.

فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ‏:‏ ‏(يا معشرَ الشبابِ من استطاع منكم الباءةَ فليتزوجْ، فإنه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وجاءٌ‏) [صحيح مسلم].

جاء حديث رسول الله مخصّصًّا لتحديد شروط الزواج، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ) [ صحيح الترمذي | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]، فشروط الزواج كما هو واضح في الحديث الشريف أن يكون الزوج مسلمًا ويتحلى بصفتين: الاستقامة على الدين، وحسن الخلق.

وهذه هي أهم الشروط، فلم يقل صداقاً قدره ١٣٣٢٥.٣٣ دولار أمريكي، ولم يقل سيارة وفيلا دوبليكس، ولم يقل مخر صداق، ولم يقل تسكن بقرب أهلها، ولم يقل شهر بصل في جزر المالديف، ولم يحدد أي شرط تعجيزي كما هو الحال الآن مع الأسف الشديد، والمشكلة أنه بعد توفير كل هذه التعقيدات من قبل العريس وإدخال نفسه في ديون لا حصر لها، يطلب الزوج أو الزوجة الطلاق على أتفه مشكلة يمرون بها ويتحمل المتضرر تكاليف وخسائر مادية تؤدي به في بعض الأحيان إلى القضاء على ماله وصحته ووظيفته وعلاقاته، وكل ذلك بسبب عدم التخطيط والتمشي وراء العادات الجاهلية التي عادت للظهور الآن برغب تقدم العلم والتطور.

فلو قارنا تكاليف الزواج بالعالم الإسلامي والعالم المسيحي مثلاً، لوجدنا فرقاً شاسعاً بينهما، وبرغم أن الإسلام دين يدعو لعدم التبذير والتعاضد بين المسلمين والتسهيل فيما بينهم والتنازل لوجه الله في الحقوق الخاصة، إلا أن المسيحيين هم من يطبقون هذه الأمور، فالمسيحيون عند الزواج لا يشترطون إلا (دبلة) فقط لعقد الزواج ويعدون حفلةً بسيطة جداً ليس فيها أي تكلف، ثم يتشاركون في بيت الزوجية بدون مجاملات مجتمعية وتكاليف عالية، بينما غالبية المسلمين يضعون شروطاً تعجيزية تفوق المعقول، وهذا كله ليس من الإسلام في شيء، فالمال والمناصب تزول وتذهب ويبقى الدين والخلق.

أما في ما يخص أزمة كورونا فهي ليست مانعاً للزواج أبداً، بل على العكس، هو أفضل وقت للزواج لتجاوز عقبة المعازيم المتذمرين الذين لا يعجبهم العجب.

وعن نفسي شخصياً لم يحضر زواجي إلا 30 رجلاً فقط، ومن ضمن هؤلاء الثلاثون أشخاص تذمروا من عدم وجود طرب بالمناسبة، والبعض تذمر من عدم دخولي على النساء والإستعراض، والبعض الآخر تذمر من العشاء، متناسين بأن هذه الليلة ليست ليلتهم أساساً، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وقال أبو الطيب المتنبي: (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا).
ولكن ذلك كله لا يهم لأنهم لن يشاركوني قفص الزوجية، والمهم هو شريكتي بالحياة التي أعيش معها في حب وود وإحترام ولله الحمد.

وأوجه رسالة لكل أب لديه فتيات مقبلات على الزواج وأقول له: إتق الله في بناتك، فهن لسن بسلع تشترى وتباع، هناك عوائل أعرفها شخصياً زوجوا بناتهم بجزء من القرآن، وبعضهم زوجوا بناتهم بريال واحد، والبعض زوجوا بناتهم ودفعوا الصداق نيابةً عن الزوج لوجه الله، وصدقوني كل ما زادت الإشتراطات على العريس كل ما زادت المشاكل الأسرية بين الزوجين مستقبلاً.

أسأل الله الهداية والثبات للجميع، وأن يرزق كل طالبٍ للحلال الرزق الطيب وسهل له أموره.

تقبلوا مروري ،،،