عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-20, 08:01 PM   #3
ممثل قانوني

الصورة الرمزية ممثل قانوني

آخر زيارة »  10-25-22 (12:04 PM)
المكان »  الأصل بشرورة، والمنشأ بالرياض، والإستقرار بجده، والهوى بحائل
الهوايه »  قراءة القرآن الكريم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أختي الكريمة صاحبة المشكلة،،

أولاً: عظم الله أجركم في فقيدتكم، وتغمد الله روحها بواسع رحمته، وغفر لها ما تقدم من ذنبها.

ثانياً: قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56] فنحن خلقنا ووجدنا في هذه الحياة للعبادة، وإجتهاداً مني في التفسير فإن الله لم يذكر بقية الكائنات من ملائكة ونبات وحيوانات في الآية لأنهم فطروا وجبلوا على عبادة الله عز وجل في أصل الخلق.

ثالثاً: قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 20] برغم اللهو والفتن التي تحفنا من كل جانب ومع إنشغالنا بالتكنولوجيا الحديثة والتطور الدنيوي الحاصل ينسى كثيرٌ منا أصل الخلق والغاية من كينونتنا في هذه الدنيا وقليل منا من يفهم بأنها مرحلة عابرة وسنوات غابرة تمر علينا مرور الكرام مثل الحلم، فينبغي علينا تجديد التوبة دائماً والإرتقاء بالإجتهاد بفعل الطاعات والبعد عن المنكرات قدر المستطاع

رابعاً: قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة: 8] الموت من المسلمات لدى المسلم الذي يجب الإيمان به والثقة بالله عز وجل والإعداد له، فهو يأتي بغتة دون إشعار، وإنكار الموت فيه خروج من الملة والعياذ بالله، وذلك يعرض منكره للعقوبة في القبر وبعد الحساب.

خامساً: قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (166)) [البقرة] فالصبر عند المصائب واجب على كل مسلم وهو يدل على قوة إيمانه بالله عز وجل، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، فحذاري من دعاوى الجاهلية والعبارات الكفرية.

جميع ما ذكرته من مشكلة تواجهك أختي الكريمة هي وساوس من الشيطان ليضل بها عن سبيل الله، وكونك ملتزمة فأنتي هدف رئيسي للشيطان لغرس الزيغ عن طريق الحق واليقين بداخلك، فالشيطان كيان موجود لا يستطيع أحد إنكاره حتى الملحدين، لأن نتائجه ملموسة ولو كان طيفاً غائباً، فيجب عليك أختي الكريمة دائماً الحفاظ على الأذكار والأوراد اليومية والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وحذاري من الإنجراف وراء هذه الأفكار التي تخرج من الملة، فقد دخل إليك الشك في معتقداتك الدينية، فالشيطان وجد ثغرةً في نفسك من خلال ضعفك وهوانك نتيجة وفاة قريبتك واستغل هذه الثغرة لتحقيق غايته الدنيا.

عليه أنصحك بما تقدم ذكره واللجوء إلى كتاب الله وصلاة ركعتين لينير الله به دربك، قال تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [الأعراف: 200].

أسأل الله لكِ الثبات على دينه في الدنيا والآخرة ،،،