عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-20, 08:43 AM   #3
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:55 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حكاية_العهد_الجديد







حكاية_العهد_الجديد

(٢/١٠)

توجهنا إلى المطار وكان ذلك كما الحلم، وقلوبنا تشكر المولى على هذا المن العظيم.
صعدنا الطائرة وجلسنا على الكرسي الأخير و كان عن يسارنا زوجان فرّق بينهما بالمقاعد.لفتت انتباهي السيدة، وشعرت بالأسى لوحدتها..


أحرمنا في الطائرة للحج متمتعين، وبعد وصولنا للمطار، توجهنا للوضوء والصلاة، ثم جلسنا على مقاعد الانتظار ننتظر وصول حافلات الحملة، اختلست نظرة إلى من تجلس بجواري فوجدتها تلك السيدة رفيقة الطائرة، فلما وصلت الحافلات وصعدت الحافلة، وكنت آخر من تركب، وجدت تلك السيدة تجلس بجواري مجدداً ..

مضت الدقائق وطالت ونحن ننتظر تحرك الحافلة، و سرحت في وقت الانتظار بالتفكير بما هو آت، وخصوصاً المرحلة القادمة من هذه الرحلة. كان يشغل تفكيري في هذه الأثناء، من سيكون معي في الغرفة؟ هذه هي المرة الأولى التي سأحتك فيها مع غرباء بل سأشاركهم المأكل والمبيت!، لكم أتمنى أن يكونوا بسطاء، لطفاء، متعاونين و صدورهم واسعة، غير متذمرين، و لا يقفون على الأمور الصغيرة..

بسبب طول الانتظار جلوساً قامت سيدة تبدو بعمر أمي تمدد ظهرها فقد أتعبها طول الجلوس.
قلت في نفسي: أظنني سأكون سعيدة لو كانت هذه المرأة معي في الغرفة.

وأخيراً تحركت الحافلة، وبعد صمت طويل بدأت جارتي في المقعد التي تكرر جلوسي قربها تتحدثُ مع جارتها، كانت نبرة صوتها واللهجة مألوفة لدي، فكأنها ممن أعرفهم وعشت معهم سنيناً ..
دخلت معهما في الحديث، ثم سألتها عن اسمها وأبديت لها ما شعرت به تجاهها..
قالت فاطمة: من مدينتكم ليس لدي أقارب ولا أعرف أحداً، غير فلانة زوجة أخي.
قلت: سبحان الله، أعرفها..

وصلنا الفندق بعد العشاء، واشتد الزحام عند الباب، كل يريد معرفة غرفته..
وصلت الغرفة، وفي داخلي خجل ممن سألاقي ولكني أواريه و أتصنع الثقة. لم أجد في الغرفة أحدا، دخلت بهدوء وحجزت سريراً قريباً من النافذة، ووجهت نظري إلى الباب في ترقب وصول الرفيقات.

دخلت فاطمة، تبسمت وأنا في ذهول، تقول: عهد!
وبعد دقائق وصلت السيدة مريم التي كانت تمدد ظهرها في الحافلة، ومعها ابنتها رهف..

يتبع