عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-20, 07:35 AM   #6
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حكاية_العهد_الجديد

(٥/١٠)
يوم عرفة

عرفة، وما أدراك ما عرفة، اليوم العظيم الذي عشته سنيناً صائمة، و ها أنا الآن أفطر فيه لأول مرة داعية مبتهلة..

وصلنا عرفات، ومشينا مسافة تحت لهيب الشمس تسطع فوق رؤوسنا من غير حجاب وكأنه لم يكن في الأمس مطر.
وصلنا خيمتنا و حجزنا مكاناً قريباً من المكيف. استرحنا وتناولنا ما يقوينا على العبادة وانتظرنا موعد الزوال وخطبة عرفة..

الخطبة اليوم تعني لي شيئا كبيراً..ولكن للأسف لم يصلنا الصوت واضحاً
دخلت إلينا و واعظتنا. بدأت تحمد الله وتشكره وتذكرنا بفضل هذا اليوم العظيم وتحثنا على استغلال لحظاته بالدعاء والتوسل إلى المولى جل في علاه..

“اليوم ليس يوم النوم، اليوم يوم عبادة"
لقد كانت الجملة هذه منها سبباً في إشعال همتنا رغم النوم المسيطر على أعيننا، ، فلم ننم في الليل شيئاً.

قضينا ساعات النهار، وكان أطول نهار نعيشه حقاً، بين ذكر ودعاء وغفوات من غير شعور..
كان الحر شديداً جداً في الخيمة والتكييف لا يصل إلى الجالسات بعيداً عن المكيف. لم أدرك ذلك إلا وأنا أمر من أمامهن لحاجة..
فبدأت أنا و رفيقاتي وجاراتنا في المقاعد نهيئ لهن مكاناً وندعوهن للجلوس بقربنا..الحج يعلمك الرحمة و التكاتف والشعور بالآخرين..

اقترب المغيب وحان موعد الإفاضة. هل هو الوداع يا عرفة؟ هل يا ترى أحسنّا في هذا اليوم؟ هل تقبلت يا رب دعواتنا؟.. آمالنا بالله.
العين والقلب يودعان المكان، واللحظات العزيزة في أمانينا أن تتكرر..

مشينا إلى محطة القطار. لقد كان طريق العودة أسهل بكثير من قدومنا..
توقفنا في المحطة على السلم ننتظر دورنا في الركوب. لقد كانت هنا لحظات إيمانية كبيرة في تأمل الغروب ونفير الحجيج، جموع من الحجاج يغادرون و قوافل من الحافلات مجتمعة..
الوداع يا عرفة..

يتبع