عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-21, 01:19 AM   #8
متأمل

الصورة الرمزية متأمل

آخر زيارة »  02-13-24 (08:16 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشكلتي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا إنسانة لا أطيق الحب رغم إني وقعت فيه
عمري في العشرينيات
لذلك حبذا من الحب
واشعر إن الناس تشعر بذلك لأني لا اقدر قيمة الحب في حياتي
لأني بأختصار أكره شيء اسمه حب وأعتبره عار
اكتشفت ان الناس يشعرون بذلك من خلال احاديثي وتصرفاتي
لذلك لم يتقدم لي احد الا الآن
رغم اني اريد تكوين اسرة جميلة
وشاب يقدرني
لكني حذفت من قاموسي الحب
لذلك اعتبر الحب مهزلة رغم كل الكتب والأخصائيين الأجتماعيين وايضا المغنين يتكلمون عن قيمة الحب
حتى الأرض لم تعمر الا بالحب
لكني أنا في داخلي اكره شيء اسمه حب واعتبره نزوة حتى في العلاقات الأجتماعية
لذلك اجد كل من حولي يبتعد عني
لأني لا اقدر قيمة الحب ولا اتقبل المجتمع بهذا النمط
اعتبر حقا الحب مشكلة وعار
كيف اتصرف مع هذا النمط من التفكير
أرشدوني
ً
ً


بداية لا بد ان قصة الحب التي مررتِ بها
كانت سبباً لكل هذا الشعور المؤقت
والحكم الذي تصورتيه وهذه الحالة التي وصلتي لها
ولان قصة حبك كانت في عمر توهج العاطفة وعدم نضوج العقل
فيظهر بانك انغمستي بكل ما فيك في هذا الحب وتعلقتي
وتصورتي ان هذا الحب هو كل شيء في الدنيا وبدونه لا شيء يستحق
وحين انتهت العلاقة وتلاشت وانقطع عنك مدد العاطفة
والاحتواء وفارقك الاهتمام واللهفة والشوق
بدأت مرحلة اليأس ومرحلة الحزن والالم
ودخلتي في دوامة التناقضات والصراع مع الافكار
ومع التقدم العمري وبداية الاستيعاب
بدأتي تشعرين بالخوف من كل شيء
واصبحتي تخافين من كل ردة فعل
واصابتك نوبات الفقد والخذلان والاحباط
حتى اوصلتك للكراهية التي تاتي بعد كل خيبة وبعد كل صدمة

ومن خلال تفكيرك المستمر وتحليلك العميق
قررتي ان سبب كل ما انتي فيه هو الحب
وتندمتي وتأسفتي وبدأتي تلومين قلبك
الذي اهانك وجعلك فيما انتي فيه
من تعب نفسي وكدر وقلق وربطتي كل مشاكلك وكل ما يحدث لك بالحب
وانه السبب في كل شيء لذلك تكونت لديك ردة فعل من شيء اسمه حب
واعتقدتي بان الحب نزوة لا حقيقة
وبانه كلام فارغ لغرض التسلية والمتعة
والوصول للذة جسدية فقط لا غير

وردة الفعل هذه جعلتك تقررين بان الزواج شيء والحب شيء اخر
لذلك اصبحتي ترين الزواج ضرورة لك نظراً لعمرك الذي يمر سريعاً
وتخشين ان يفوتك قطاره ولرغبتك كذلك في التخلص من لوم من حولك
ولكونك انسانة تميلين الى الارتباط والترابط الاسري والمشاعري
ولكن دون شيء اسمه حب لان هذا الحب في تصورك
هو من افسد عليك فرحتك وحطم امالك واشقى حياتك واورثك كل الجروح

وبعد هذا كله اقول لك :

كل ما مر بك من منعطفات كانت بالنسبة لك صدمات وجروح
لكن هي في الحقيقة ليست كذلك وانما تعتبر كالمضاد
الذي اكسبك مناعة ضد اي علاقة مشبوهة
وضد اي كلام معسول وضد اي تجربة عابرة

ادركتي الان انك كنت تفكرين بقلبك دون عقلك
ومع هذه التجربة تعلمتي وتصححت نظرتك للحياة

فلا تجعلي الصدمة تتكرر مرة اخرى من خلال تحليلك الغير صحيح
والغير منطقي للحب وحكمك عليه بانه غير مرتبط بالزواج
لان ذلك يجعلك في تناقض صارخ

فانت تعلمين وتدركين ان الحب اساس ولا حياة بغير حب
ولكن يبقى ان الخوف وردة الفعل القديمة
هي التي تجعلك تفرقين بين الواقع والعاطفة
ومن خلالها بدأتي تكررين نفس الخطأ الاول

لذلك لا بد ان تعيدي لنفسك الثقة وان تكوني ذات شخصية قوية
وذات نظرة سليمة وبغير ذلك سوف تخسرين ولن تنالي ما تريدين

وحتى لو تزوجتي وانتي على صورتك الاول وعدم ثقتك وخوفك ووسوستك
فقد تفشلين في زواجك وتتردى حالتك النفسية وتصابين بالاحباط

فعليك ان تصححي نظرتك وان تعلمي
ان الحياة ليست في قصة حب عابرة
لم تنالي منها سوى الالم والخيبة والدموع والاحزان

بل الحياة اكبر من تصوراتك واجمل واكبر واعمق
الحياة دروس تعلمنا كيف نتصرف وكيف نتحمل
وكيف ننظر ولولا هذه القصة ما تكونت لديك نظرة العقل هذه
وكما قيل من لا يتألم لا يتعلم

فعليك ان تعيدي لذاتك الثقة وان تطلبي من ربك العون والتوفيق
وان تصححي نظرتك السابقة وتفهمي الحياة جيداً
وتنظري لها بعقل لا بعاطفة

ولو انك حين قررتي بان الحب لا يصلح
وكان قرارك لذاتك ولم يعلم به احد
كان ذلك سهل لانك حين تتزوجين
ستعلمين قيمة الحب الحقيقي الواضح
وسوف تتغير نظرتك تماما تجاهه

ولكن اندفعتي بحكم تاثير العاطفة الغير منضبطة
الى المجاهرة بهذه النظرة المبنية على موقف حدث
لذلك نفر الكل منك ومن يفكر بالاقتران بك تراجع عن قراره
لانه يقول في نفسه هذه الفتاة مريضة
ولا تصلح للزواج والمسؤلية وتحمل الحياة

فنصيحتي لك بان تستغلي الوقت وتصححي نظرة من حولك عنك
حتى لو لم تقتنعي بهذا التصحيح
لكنه هو السبيل الى الوصول الى رغبتك

دعي مسألة الحب وانه السبب فيما حدث وقد يحدث
وفكري في مستقبل حياتك الحقيقي

وحتى لا يضيع الكلام وتنسين ما قرأتي الآن

اكرر واقول لك :

اعيدي ثقتك بنفسك وكوني قوية متماسكة
وصححي نظرتك للحياة ونظرة من حولك عنك
واتركي الربط بين الزواج وما قد حدث لك
والمهم ان ترتبطي بانسان صاحب خلق ودين
لا ان تقبلي باي احد خوفاً من ان يفوتك قطار الزواج

لا والف لا .. بل عليك ان تدعين الله ليل نهار
في ان يرزقك الانسان المناسب الصالح ديناً ودنيا
لان الزواج حياة دائمة وليست مؤقتة

توكلي على الله ولا تخافي ولا تحزني
ولا تسمحي للافكار السابقة ان تبقى معك
ولا ان تصاحبك واهربي من كل تفكير يعيدك للماضي
وامسحي كل ما يربطك به
ولا تطيلي البقاء لوحدك واحسني الظن بالله
وانه اراد لك الخير وسوف يعطيك ويرضيك
ولا تهتمي ولا تغتمي وباذن الله ان تعيشي
سعادة وهناء وراحة وتنسين كل ما حدث لك سابقاً

اسعد الله قلبك ويسر الله امرك


ِ