عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-21, 07:52 PM   #1
عدي بلال

الصورة الرمزية عدي بلال

آخر زيارة »  03-19-24 (08:39 PM)
الهوايه »  الأدب بشكل عام، والقصص بشكل خاص

 الأوسمة و جوائز

افتراضي بيت القصة القصيرة جداً ( ق.ق.ج )





بيت القصة القصيرة جداً
( ق.ق.ج )


في هذا الموضوع أيها الرفاق، سأقوم بتسليط الضوء على هذا اللون الادبي الجميل، دونما سرد لتاريخ نشأة هذا اللون الادبي، حتى لا أطيل عليكم، وأصل إلى المقصد من وراء هذا الموضوع.

بدايةً ..
القصة القصيرة جداً انسلت من القصة القصيرة ، ولها مقومات أساسية، يجب أن تتوافر حتى نحصد نصيص متكامل المقومات.

مقومات القصة القصيرة جداً
( القصجة ) أو ( ق.ق.ج )


أولاً: العنوان

أصعب ما يواجه الكاتب هو اختيار العنوان أيها الرفاق ..
فالعنوان يكون ذات دلالة على المحتوى ( متن النص )، ولا يكون كاشفاً له بشكل صارخ.
" الفضول لمعرفة محتوى النص/ جذب القارىء "
غالباً .. أيها الرفاق يكون العنوان اسمأ, صفة، وليس فعلاً .. وهذا ليس شرطاً
ومن الأفضل أن لا نكرر العنوان في النص.

ثانياً: التكثيف ( الاختزال )

بمعنى أقل عدد من الكلمات، بدون مايسمى بالحشو ( الوصف المستفيض )، ولكن بدون إحداث خلل في السرد.
هناك نصوص تعتمد الرمزية، كأنها شيفرة، والقارىء يحاول فك لغزها للوصول إلى فكرتها. ولكن الإمعان في الترميز، يجعل بعض النصوص كأنها طلاسم ، يخرج القارىء منها بلا شيء.

وقفة:
مهما كان النص رمزياً، وحتى لو كانت الردود صفرية، القاص لا يشرح النصيص أبداً، لأن النقاد حينها لن يرحمونا.

ثالثاً: الإيحاء

هو جعل القارىء يعرف ما تريد قوله، دون أن تخبره بذلك مباشرةً.
وكلما جعلت القارىء يفكر، كلما زاد شغفه بالنص، ولن يتأتى ذلك إلاّ عن طريق الإيحاء، والابتعاد تماماً عن ( التلقين ).

رابعاً: المفارقة

هي صورة فنية وإبداع قصصي، مقارنة بين أمرين/ حالتين متضادتين، يقوم القاص بتصويرهما سواء كان ذلك بشكل صريح أو مستنتج من النص.
" الصورة الإيحائية غالباً ما تكون أجمل من الصورة المباشرة "

خامساً: الخاتمة المدهشة

وهي الهدف والمراد ، حيث أن الخاتمة يجب أن تكون مباغتة، ومدهشة، وكافية لتجعل القارىء يتأمل فيها، وفي المغزى من كتابة النص، وإيصال الفكرة، دون أن يكون لديه أي تساؤل ..
كـ ( ثم ماذا ؟ ) أو ( ماذا يعني ..؟ ) .. الخ الخ



الفرق بين القصة القصيرة جداً، والقصة الومضة
( إشكالية التجنيس )

هناك نوع أدبي انسل من القصة القصيرة جداً، ويسمى القصة الومضة، أو ومضة قصصية، أو القصة الكبسولة، وحتى نفرق بينهما، فإني سأورد باختصار بعض المفارقات للتمييز.

( 1 )
في القصة القصيرة جداً يكون الحدث فيها متصاعدًا ومتطوراً..
بينما في القصة الومضة يكون الحدث بدون تصعيد ( الحبكة ).

( 2 )
في القصة القصيرة جداً ، عدد السطور قد تصل إلى العشرة سطور..
بينما في القصة الومضة لا تتجاوز الكلمات الثمانية ، وربما أقل من ذلك أحياناً ..!

( 3 )
في القصة القصيرة جداً غالباً ما يكون هناك أكثر من شخصية سواء كنت رئيسة أو شخصية مساعدة، أو أكثر..
بينما في القصة الومضة غالباً ما يكون هناك شخصية رئيسة واحدة فقط، يساعدها السرد في إيصال المعنى.


الخلاصة:

* القصة القصيرة جداً، يكون فيها الحدث، بعيد عن الحشو، بمفارقة، وإيحاء، ونهاية فيها دهشة، تترك أثراً في نفس القارىء.
* الومضة القصصية لا تهتم بالحدث، بقدر ما تهتم بالغرض الفني الذي يبرق/يلمع في ذهن القارىء ووجدانه، ويجعله متأملاً.
* طريقة عرض الومضة القصصية تكون على شكل جمليتن غالباً بينهما فاصلة منقوطة،
. " السبب والمسبب "


ختاماً:
أرجو من الله أن أكون قد أوضحت بعض الإضاءات عن لون أدبي جميل، وعصري، يسمى القصة القصيرة جداً، والفرق بينها وبين الومضة القصصية ، باختصار شديد.

تحياتي للجميع

بقلم / عدي بلال


 


رد مع اقتباس