عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-21, 06:57 AM   #25
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:30 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....


السيدة أم سلمة رضي الله عنها ( 3 )


بعد طول افتراق اجتمع زوجين وثق الحب بين قلبيهما ووحد الإسلام كيانهما وما كانت الهجرتان إلا بوتقة صهرت هذا الكيان ، وقرت عين السيدة أم سلمة رضي الله عنها بزوجها وسعد أبو سلمة رضي الله عنه بزوجته وأبنائه ، وفي يوم وبينه ما هما جالسان يتحدثان إذ قالت السيدة ام سلمة رضي الله عنها لزوجها : بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدك !
فقال أبو سلمة رضي الله عنه: أتطيعنني ؟؟
فقالت أم سلمة رضي الله عنها : نعم فما أستأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك!
فقال أبو سلمة رضي الله عنهفي تضحية وإيثار : إذا مت فتزوجي !
ثم قال أبو سلمة رضي الله عنه متوجهًا إلى الله عز وجل بالدعاء : اللهم أرزق أم سلمة بعدي رجلًا خيرًا مني لا يحزنها ولا يؤذيها .



عكفت السبدة أم سلمة رضي الله عنها على تربية صغارها وكان لها ثلاثة أبناء هم : سلمة وعمر وزينب ، وتفرغ زوجها للجهاد في سبيل الله فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر وعاد منها مع المسلمين وقد نصرهم الله عز وجل نصرًا عزيزًا مؤزرًا .

وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذي العشيرة استخلف على المدينة ابا سلمة رضي الله عنه ، ثم انطلق أبو سلمه رضي الله عنه ليخوض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد و أبلى فيها بلاء حسنًا إلا أن أحد المشركين رماه في عضده بسهم فمكث شهرًا يداوي جرحه الشديد .



وبينما كانت الزوجة الوفية بجوار زوجها تمرضه إذ قال لها :
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها إلا أبدله الله خيرًا منها "
فحفظت منه ذلك أم سلمه رضي الله عنها ، ثم قال أبو سلمه رضي الله عنه : اللهم اخلفني بأهلي بخير مني .


وفي المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا من الهجرة النبوية الشريفة بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طليحة الأسدى وأخاه سلمه ابن خويلد قد جمعا حلفاء من بني أسد لمهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم في دار هجرته .

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة رضي الله عنهوقد تماثل جرحه للشفاء وقال له : "اخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها " وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء وقال له : "سر حتى تأتي أرض بني أسد فأغر عليهم " .. ثم أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا .



وخرج مع أبي سلمة رضي الله عنه في تلك السرية مائة وخمسون رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهى إلى القوم فلما سمع به أعداء الله ممن اجتمعوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا وتركوا نعمًا كثيرًا لهم من الإبل والغنم فأخذ ذلك كله أبو سلمة رضي الله عنهوأسر منهم ثلاثة وأقبل راجعًا إلى المدينة سالمًا غانمًا بعد أن غاب عنها تسعًا وعشرين ليلة فأعطى الغنائم كلها لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقسمها .


وما أن عاد أبو سلمة رضي الله عنه إلى المدينة حتى انتفض جرحه القديم فمات في الثامن من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاه يعوده فوافق دخوله عليه خروج نفسه ، فدخل عليه وقد شقَّ بصرُه . فأغمضَه . ثم قال : " إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ " فضجَّ ناسٌ من أهلِه . فقال: " لاتَدْعوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ . فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون " ثم قال : " اللهمَّ اغفِرْ لأبي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المَهديِّينَ واخلُفْه في عَقِبِه في الغابرين . واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالَمينَ . وافسَحْ له في قبرِه . ونَوِّرْ له فيه "
مسلم


ولنا لقاء متجدد بإذن الله