عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-21, 06:59 AM   #26
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....

السيدة أم سلمة رضي الله عنها (4 )

لما توفي أبو سلمة رضي الله عنه جاءت أم سلمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله إن أبا سلمة قد مات
قال : "قولي :اللهم اغفر لى وله وأعقبني (عوضتي ) منه عقبى حسنة ."
قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لى منه محمدا صلى الله عليه وسلم
مسلم

وفي الصحيح أنها رضي الله عنها تذكرت ما حدثها به زوجها الراحل من أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله :" إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها" إلا أخلف الله له خيرا منها"
فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
ثم سكتت ولم تكمل الدعاء و قالت في نفسها : أني أعاض خيرا من أبي سلمة ؟ أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟
وذلك لحبها الشديد له ، ثم ألهمها الله أن تكمل الدعاء فقالت : "واخلف لي خيرا منها"
فأخلف الله عليها بمن هو خير منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكانت تقول : وأنا أرجو أن يكون الله قد أجرني في مصيبتي



وشعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصاب أم سلمه رضي الله عنها العظيم وحقها عليهم فما كادت تنتهي عدتها بعد وفاة أبي سلمه رضي الله عنه، حتى أرسل إليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه ثم أرسل إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطبها فردته كما ردت الصديق
إلا أن الله عز وجل عزى حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرًا منها فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها لنفسه .

أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه إلى أم سلمه رضي الله عنها ليخطبها إليه فقالت : مرحبًا برسول الله صلي الله عليه وسلم وبرسوله ، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : أني كبيرة السن و أنا امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يرى مني رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئًا يكرهه فيعذبني الله به وأنا امرأة ذات عيال يشغلونني عنه وأنا امرأة ليس لي ها هنا أحد من أوليائي شاهد فيزوجني
فقال صلي الله عليه وسلم :" أنا أكبر منك ،وأما الغيرة فأدعوا الله فيذهبها عنك ،وأما العيال فإلى الله ورسوله واما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي"



عندئذ تهللت أم سلمة رضي الله عنها ولم تستطيع إلا أن توافق وقد جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعز الدنيا والآخرة فقالت لإبنها سلمه : قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة...


وكانت أم سلمة رضي الله عنها قد ولدت طفلة اسمها زينب من زوجها أبي سلمة رضي الله عنه ، فعندما تزوجها صلى الله عليه وسلم جعل يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، وكان صلى الله عليه وسلم حيياً كريماً يستحي فيسلم و يرجع، ففعل ذلك مرارا



وفطن عمار بن ياسر رضي الله عنه لما تصنع أم سلمة رضي الله عنها ، وكان أخاها من الرضاعة ، فأطلق قدميه نحو بيت أخته أم سلمة رضي الله عنها ، فأخذ ابنة أخته ليسترضعها في بيته أو عند أحد النساء

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -فقال: ( أين زناب ؟ )
فقالت ام سلمة رضي الله عنها : جاء عمار فذهب بها
فقال صلى الله عليه وسلم - : إني آتيكم الليلة..

وكانت لفتة حانية، وتكريما رفيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوج أم سلمة رضي الله عنها ، فقد أصبحت بعد وفاة زوجها رضي الله عنه من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام ثلاثة ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج لها والكفيل لأبنائها .


لقد أوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها إليه إشقاقًا عليها ورحمة بأيتامها وإكرامًا لزوجها الشهيد وأخيه من الرضاعة ،فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وقام على تربية أيتامها ووسعهم قلبه الكبير حتى أصبحوا لا يشعرون بفقد الأب إذا عوضهم الله عز وجل أبا أرحم من أبيهم ، وبذلك يكون الله عز وجل قد استجاب لدعاء أم سلمه رضي الله عنها فأخلفها خيرًا من أبي سلمه رضي الله عنه .. إنه الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم وكفى به سيدًا ورحيمًا .

ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها قال لها:" يأم سلمه إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأوقى من مسك وإني لا أراه إلا قد مات وما أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي فإن ردت علي فهي لك "
فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات النجاشي وردت إليه الهدية فأعطى كل زوجة من أزواجه رضي الله عنهن أوقية من مسك وأعطى أم سلمة رضي الله عنها بقية المسك والحلة .


ولنا لقاء متجدد بإذن الله