عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-21, 06:47 AM   #31
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور...

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها (3 )

شاءت حكمة الله تعالى أن لا يتوافق زيد وزينب رضي الله عنهما في زواجهما ، وأذن الله بالطلاق فطلقها زيد رضي الله عنه بعد أن مكث معها مايقرب من سنة

ومن فوق سبع سموات أمر الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يتزوج بالسيدة زينب رضي الله عنها بعد طلاقها من زيد رضي الله عنه فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وقيل سنة خمس من الهجرة .. وأنزل الله في ذلك قوله: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } (الأحزاب:37) ..



وكان خاطِبُ السيدة زينب رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم هو زوجها الأول زيد رضي الله عنه، ليقطع بذلك ألسنة المتقولين ، وما قد يزعمونه من أن طلاقها وقع بغير اختيار منه ، وأنه قد بقي في نفسه من الرغبة فيها شيء ، وفي هذا يقول ابن حجر : " هذا من أبلغ ما وقع في ذلك ، وهو أن يكون الذي كان زوَّجها هو الخاطب ، لئلا يظن أحد أن ذلك وقع قهراً بغير رضاه .. "

فلما انقضت عدتها رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه: "فاذكرها علي" فانطلق زيد رضي الله عنه إلى السيدة زينب رضي الله عنها حتى أتاها و هي تخمر عجينها قال : فلما رأيتها عظمت في صدري ،حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرها ، فوليتها ظهري و نكصت على عقبي فقلت : يا زينب ! أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرك ، فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي ، فقامت الى مسجدها
فأنزل الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37]. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن " مسلم



ولمَّا نزل قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا...} [الأحزاب: 37] كانت السيدة زينب رضي الله عنها تفتخر على بقيَّة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقول لهنَّ: "ُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِى اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " البخاري

وكانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك إمرأة تُدل بهن :
إن جدي وجدك واحد ،وإني أنكحنيك الله من السماء , وكان جبريل السفير في أمري.

و كانت حقا كما قالت رضي الله عنها : أنا أكرمكن وليا و أكرمكن سفيرا زوجكن أهلكن و زوجني الله من فوق سبع سماوات فكانت رضي الله عنها وليها الله تعالى و سفيرها جبريل عليه السلام



وما أَوْلَمَ رسول الله على امرأةٍ من نسائه أكثر وأفضل ممَّا أولم على زينب، وقد أطعمهم خبزًا ولحمًا حتى تركوه(شبعوا) ،فعن انس رضي الله عنه قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب فانه ذبح شاة

وكان من كراماتها رضي الله عنها أن آية الحجاب نزلت بسببها وفي صبيحة يوم عرسها ،فعن أنس رضي الله عنه قال :" بني على النبي صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش بخبز و لحم فأرسلت على الطعام داعيا ، فيجيء قوم فيأكلون و يخرجون ، ثم يجيء قوم فيأكلون و يخرجون ، فدعوت حتى ما أجد أحدا ادعوا ، فقلت : يا نبي الله ما أجد أحدا أدعوه قال : "ارفعوا طعامكم" وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت ، فخرج النبي صلى الله عليه و سلم فانطلق إلى حجرة عائشة رضي الله عنها فقال :" السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله". فقالت:و عليك السلام و رحمة الله، كيف وجدت أهلك بارك الله لك ؟ ، فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما قال لعائشة و يقلن له كما قالت عائشة رضي الله عنها

ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون ،و كان النبي صلى الله عليه و سلم شديد الحياء ، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة ، فما أدري :آخبرته ام أخبر ان القوم خرجوا ، فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة و أخرى خارجة ، أرخى الستر بيني و بينه و أنزلت آية الحجاب " البخاري



فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأهن على الناس: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً }(الأحزاب:53)
ووعظ القوم بما وعظوا به ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : (أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات، وحُجِبْن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ) مسلم


ولنا لقاء متجدد بإذن الله