عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-21, 06:36 AM   #4
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:37 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم

السيدة زينب رضي الله عنها (4 )

عاشت السيدة زينب رضي الله عنها مع طفليها في المدينة المنورة ،وأقام زوجها أبو العاص بمكة على كفره ، وقبل فتح مكة وبينما كان أبو العاص عائداً في قافلة من رحلة تجارة من بلاد الشام إلى مكة حاملاُ معه أموال قريش التي أؤتمن عليها، تعرض لقافلته سرية بقيادة زيد بن حارثة رضي الله عنه ومعه مائة وسبعين رجلا ً


تمكنت هذه السرية من الحصول على كل ما تحمله تلك القافلة من مال ، وهرب عددٌ من رجال القافلة وكان أبو العاص واحداً منهم ، وخشي أبو العاص على نفسه وعلى أموال قريش التي كان قد أؤتمن عليها، فلم يجد إلا أن يتوجه إلى المدينه ليلا ً ليستجير بالسيدة زينب رضي الله عنها فأجارته



و لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبّر وكبر الناس معه، صرخت زينب رضي الله عنها من صفّة النساء : أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.
فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال:
" أيها الناس هل سمعتم ما سمعت؟" قالوا : نعم
قال: " أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء حتى سمعت ما سمعتم أنه يجير على المسلمين أدناهم " ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال: " أي بنية أكرمي مثواه، ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له ما دام مشركاً"


و اجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بأبي العاص، فاستشار صحابته أن يردوا على أبي العاص أمواله التي أخذوها من القافلة وقال لهم: " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالاً ، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فأنا أحب ذلك، وإن أبيتم فهو فئ الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به".
واتفق الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً على إعادة المال لأبي العاص كاملا ً دون نقصان



و رجع أبو العاص بالمال إلى مكة وأعطى كل واحد من قريش نصيبه من المال ثم قال:
يامعشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟
قالوا : لا فجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما
قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم فرغت منها وأسلمت


ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه ، وفرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبعد إسلام أبي العاص رضي الله عنه رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب على نكاحه الأول بعد ست سنين من الفراق وعاشا من جديد معا ً والإسلام يجمعهما.



واجتمع الزوجين أبي العاص والسيدة زينب رضي الله عنهما و عاشا حياة كريمة سعيدة في دار الهجرة مع ولديها أمامة وعلي، ثم مرضت رضي الله عنها و بدأ المرض يزداد عليها وظلت ملازمة الفراش فترة طويلة ، و في العام الثامن للهجرة توفيت السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها، وحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ًوحزن معه زوجها أبو العاص الذي توفى بعدها بأربع سنوات في عام اثنتى عشرة من الهجرة


وعن أم عطية رضي الله عنها قالت : " لما ماتت زينب بنت رسول صلى الله عليه وسلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغسلنها وتراً، ثلاثاً أو خمساً، واجعلن في الخامسة كافوراً أو شيئا من كافور ، فإذا غسلتنها ،فأعلمنني "
قالت : فأعلمناه ،فأعطنا حقوه (إزاره )وقال : " أشعرنها إياه (أي اجعلنه الثوب الذي يلي جسدها"
مسلم
ودفنت رضي الله عنها بالبقيع ، وتولى دفنها ونزل في قبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وأرضاها...


ولنا لقاء متجدد بإذن الله