عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-21, 06:37 AM   #11
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم

السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (3)


لم تكن حياة السيدة فاطمة رضي الله عنها في بيت زوجها مترفة ولا ناعمة بل كانت أقرب الى ان توصف بالتقشف والخشونة لان علي رضي الله عنه لم يكن ذا حظ من مال موروث او مكتسب وابوه –على عظم مكانته- كان قليل المال كثير العيال


وقد دخلت رضي الله عنها بيت الزوجية لا بالفراش الوثير وانما بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين وجرتين وشئ من العطر و الطيب

وكان علي رضي الله عنه قد بنى بها في بيت أمه فاطمة بنت سعد ، وكان ذلك بعيدا عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تتمنى أن تكون بالقرب من أبيها ،وسرعان ماتحقق أملها ،عندما تحول حارثة بن النعمان عن أحد منازله وكانت قريبه من رسول الله صلى الله عليه وسلم واهداها للرسول صلى الله عليه وسلم لتسكن فيها فاطمه رضي الله عنها وتكون بالقرب من احب الخلق إليها



وكانت رضي عنها تعمل بيدها بالرحى تطحن الحب ،حتى أثرت في يدها وتنظف بيتها بنفسها ،وتخدم زوجها وقد أثر ذلك عليها ، وعلم علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم إليه سبي فطلب منها أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهبها من السبي خادم


فيروي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد فتح الله عليه وجاءته غنائم وسب وسبايا في احدى الغزوات فطلب منها زوجها أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما من السبي فأتت النبي صلى الله عليه و سلم فقال: " ما جاء بك وما حاجتك "
قالت: جئت لأسلم عليك وأرخى عليها الحياء ستارا فلم تطلب منه شيئا وعادت
فقال لها علي: ما فعلت
قالت: استحييت ان اسأله فرجعت



فقاما وانطلقا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم وشكيا له حالهما وطلبا ان يهب لهما خادما فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم:" والله لا اعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما انفق عليهم ولكني ابيعهم وانفق عليهم اثمانهم " ، وانصرفا شاكرين راضيين بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم


ثم أتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تغطيا بقطيفة لهما إذا غطيا رأسيهما بدت أقدامهما واذا غطيا أقدامهما انكشفت رأساهما ، فهبا للقاء الرسول صلى الله عليه و سلم ، فابتدرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا:
" مكانكما "
وقال لهما: " الا اخبركما بخير مما سألتماني "
فأجابا: بلى يا رسول الله
قال: " كلمات علمنيهن جبريل تسبحان دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا واذا أويتما الى فراشكما تسبحان ثلاثا و ثلاثين وتحمدان ثلاثا و ثلاثين وتكبران ثلاثا وثلاثين" ثم ودعهما ومضى ، فمازالت فاطمة وعلي رضي الله عنهما يواظبان على ترديدهما طوال حياتهما



ويروى انه قد حدث بينهما رضي الله عنهما خلاف مما يحدث بين الزوجين فأصلح بينهما رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان قد دخل عليهما باسر الوجه وخرج صلى الله عليه و سلم وقد امتلأ وجهه بشرا فقيل له:يا رسول الله دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك فقال صلى الله عليه و سلم: " وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب أثنين الي "


ولنا لقاء متجدد بإذن الله