عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-13, 01:38 PM   #1
حياتي هدف موعبث
ضيف شرف
قافلة دعاة الحرمين

آخر زيارة »  08-07-17 (01:57 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الإسراف في موائد رمضان







الإسراف في موائد رمضان لا يرضي إلا القطط الضالة
بدأت الدعايات والإعلانات عن برامج ومسلسلات رمضانية كثيرة ومتنوعة، وكأنهم في سبات طوال العام، وجاء رمضان شهر الصحوة لبث أعمالهم الفنية العديدة، لنرى (الفضائيات) تتفنن في إعداد وتقديم وإخراج تلك البرامج والمسلسلات وهذا ليس عيبا بحد ذاته لكن تكثيف هذه الأعمال والعمل عليها طوال العام لإنتاج أعمال جيدة تبث في شهر لا نحبذ فيه إلا مزاولة الأعمال الخاصة والعبادات بهدوء وطمأنينة.





ومع كل ما سبق نحن لا ننكر وجود بعض البرامج المفيدة دينيا واجتماعيا وأدبيا، لكن هل بالضرورة أن تحتشد بهذا التوقيت وفي هذا الشهر وبهذه (الكثافة البرامجية) وأن يتم عرضها بأوقات متسلسلة تطول لتحتل الأربع والعشرين ساعة من اليوم الواحد، أو تكاد؟
وجيد إن وجد ذلك (المتفرج) وقتا لراحة جسده و(هضم) خيرات المائدة التي تمتد على سفرة رمضانية وهذه مصيبة أخرى تنفجر لها (البطون)، إذ أصبح شهر رمضان شهر موائد عامرة بكل ما لذ وطاب حتى إن البعض يجهز لقدوم هذا الشهر الكريم بشراء أوان جديدة بتشكيلات جديدة، ذلك لرصفها على السفرة والمباهاة بها وبما تحتوي من نعم. إسراف وتبذير لا يرضي إلا (القطط الضالة) التي أظنها تنتظر هذا الشهر معنا، فهي تجد ما يسد حاجتها بل أكثر. لقد ألهتنا تلك الموائد التي تكتظ بالطعام، والشاشات الفضائية الحبلى بكل جديد ومغرٍ عن معنى وغاية هذا الشهر الغالي على قلوبنا كأمة مسلمة.. أيعقل أن هذه (حركات) مقصودة ومدروسة؟!





كل ذلك يشغل العباد كبارا وصغارا عن الخشوع والعبادة في شهر طال انتظاره لما له من مكانة في نفوس المسلمين جميعا، فهو شهر التقرب إلى الله ومحاولة إزاحة ما ألمّ بالمرء من ذنوب كادت تنهكه، شهر الغفران والعتق من النار، شهر العمل على جمع أكبر (رصيد) من الحسنات لعلها تدحر تلك السيئات (المتراكمة) عبر سنة مضت.. وبجعلهم أمام الشاشة لساعات طويلة وكأن (التلفاز) اكتشاف جديد، شيء مؤسف.
وتلك البرامج والمسلسلات وبهاراتها تسرقنا من أنفسنا، وتسلبنا خشوعنا المرغوب في شهر نتوق لساعاته التي تغمرنا ألفة وقرباً من المولى، ودائما ما نكون نحن ونحن فقط من يقرر ويتخذ الخطوة الأفضل لسلامة عقيدتنا وذواتنا، نحن لن نتحكم بـ(كل) هؤلاء ونجعلهم يفعلون ما نريد، لكننا قادرون على ضبط أنفسنا وتوجيهها والتغيير يأتي من الداخل إلى الخارج، ووعينا كفيل بذلك، وذاك ما نرجو.
المصدر: منتديات العيص