الموضوع: الأهواز
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-22, 05:08 AM   #1
etc

الصورة الرمزية etc

آخر زيارة »  04-13-23 (12:45 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الأهواز



قال التّوزّي: الأهواز تسمّى بالفارسية هرمشير وإنما كان اسمها الأخواز فعرّبها الناس فقالوا الأهواز


والخوز الأمّ الناس وأسقطهم نفسا، قال ابن الفقيه قال الأصمعي: الخوز هم الفعلة وهم الذين بنوا الصّرح واسمهم مشتقّ من الخنزير، ذهب أن اسمه بالفارسية خوه فجعله العرب خوز، زادوه زايا كما زادوها في رازي ومروزي وتوزي، وقال قوم: معنى قولهم خوزيّ أي زيّهم زيّ الخنزير، وهذا كالأول،

وروي أن كسرى كتب إلى بعض عمّاله: ابعث إليّ بشرّ طعام على شرّ الدوابّ مع شرّ الناس، فبعث إليه برأس سمكة مالحة على حمار مع خوزيّ، وروى أبو خيرة عن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: ليس في ولد آدم شرّ من الخوز ولم يكن منهم نجيب، والخوز: هم أهل خوزستان ونواحي الأهواز بين فارس والبصرة وواسط وجبال اللور المجاورة لأصبهان.


قال الشاعر :


وَيَوماً عَلى الأَهوازِ كانَت جِيادُهُ تُوَدَّجُ في لَبّاتِها بِاللَهاذِمِ




في مطلعها قال :


إِذا أَرعَدوا يَوماً لَنا بِوَعيدِهِم عَلى النَأيِ أَبرَقنا لَهُم بِالصَوارِمِ


وَيَوماً عَلى الأَهوازِ كانَت جِيادُهُ تُوَدَّجُ في لَبّاتِها بِاللَهاذِمِ


قَضى وَطَراً مِنها الحِمامُ وَما اِشتَفى حُسامُكَ فيهِ مِن قِراعِ الجَماجِمِ


قال الشاعر :
فكأنَّ بابلَ أصْبَحَتْ في طَرْفِهِ وكأنَّما الأهوازُ في شفتيهِ


في مطلعها قال :


ومُهَفْهَفٍ فَتَنَ الإِلهُ عبادَهُ إذ ساقَ حسنَ العالمينَ إليهِ


فكأنَّ بابلَ أصْبَحَتْ في طَرْفِهِ وكأنَّما الأهوازُ في شفتيهِ


وكأنَّ توقيعَ الرئيسِ مسافرٍ في عُرْضِ عارضِهِ يلوحُ عليهِ


قال الشاعر :


وَجَلجَلَها عَلى الأَهوازِ حَتّى أَعادَ زَئيرَ أُسدِكُمُ أَنينا
في مطلعها قال :






تَواعَدَ ذا الخَليطُ لِأَن يَبينا
وَزايَلَنا القَطينُ فَلا قَطينا
وَإِنّي وَالمَواعِدُ كاذِباتٌ
لَيُطمِعُنا خِلابُ الواعِدينا
نُعَنّى بِالمِطالِ مِنَ الغَواني
وَهانَ عَلى المَواطِلِ ما لَقينا
وَنَظمَأُ وَالمَوارِدُ مُعرِضاتٌ
فَنَرجِعُ بِالغَليلِ وَما سُقينا
لَهُنَّ اللَهُ كَيفَ أَصَبنَ مِنّا
نُفوساً ما عُقِلنَ وَما وُدينا
لَقينَ قُلوبَنا بِجُنودِ حَربٍ
تَطاعَنُ بِالدَمالِجِ وَالبُرينا
جَلَونَ لَنا لَآلِىءَ واضِحاتٍ
أَضَأنَ بِها الذَوائِبَ وَالقُرونا
عَهِدنا الدُرَّ مَسكِنُهُ أَجاجٌ
فَكَيفَ تَبَدَّلَ الثَغبَ المَعينا
جُنونَ المُرشِقاتِ غَداةَ جَمعٍ
بِأَقتَلَ مِن نِبالِكَ ما رُمينا
وَلَم نَرَ كَالعُيونِ ظُبى سُيوفٍ
أَرَقنَ دَماً وَما رُمنَ الجُفونا
عَوائِدُ مِن تَذَكُّرِ آلِ لَيلى
كَأَنَّ لَها عَلى قَلبي دُيونا
أُكاتِمُها فَفي الأَحشاءِ مِنها
مَضيضٌ بَعدَما بَلَغَ الحَنينا
فَيا حادي السِنينَ قِفِ المَطايا
فَهُنَّ عَلى طَريقِ الأَربَعينا
وَإِنَّ الرَأسَ بَعدَكَ صَوَّحَتهُ
بَوارِحُ شَيبَةٍ فَغَدا جَبينا
وَكانَ سَوادُهُ عيدَ الغَواني
يُعِدنَ إِلى مَطالِعِهِ العُيونا
أُتاجِرُها فَأَربَحُ في التَصابي
وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُني غَبينا
أَهانَ الشَيبُ ما أَعزَزنَ مِنهُ
وَعَزَّ عَلى العَقائِلِ أَن يَهونا
جُنونُ شَبيبَةٍ وَوَقارُ شَيبٍ
خُذا عَنّي النُهى وَدَعا الجُنونا
نَرى الأَيّامَ وَهيَ غَداً سِنونٌ
وَبِالآحادِ يَبلُغنَ المِئينا
سَتُنبِئُنا النَوائِبُ ما أَرَتنا
مِنَ العَجَبِ العَجيبِ بِما تُرينا
حَلَفتُ بِمُلقِياتِ النَيِّ عوجٍ
خَوابِطَ تَطلُبُ البَلَدَ الأَمينا
حَوامِلَ ناحِلينَ عَلى ذُراها
حَوانِيَ يَنجَذِبنَ بِمُنحَنينا
يُسَقّينَ الهَجيرَ عَلى التَظامي
وَيَنعَلنَ الحِرارَ إِذا وُجينا
كَأَنَّ سِياطَها وَلَها هَبابٌ
قُلوعُ اليَمِّ زَعزَعَتِ السَفينا
بِكُلِّ مُعَبَّدِ القُطرَينِ يُنضي
مِطالُ طَريقِهِ الأُجُدَ الأَمينا
لَقَد أَرضى قِوامُ الدينِ فينا
وَصاةَ اللَهِ وَالدينَ اليَقينا
رَعانا بِالقَنا وَلَقَد تَرانا
وَأَضبَعُ ما نَكونُ إِذا رُعينا
أَعادَ ثِقافَنا حَتّى اِستَقَمنا
وَدَلَّ بِنورِهِ اللَقَمَ المُبينا
تَيَقَّظَ وَالعُيونُ مُغَمَّضاتٌ
وَقَلقَلَ وَالرَعِيَّةُ وادِعونا
وَما عَدِمَ العُلى كَهلاً وَطِفلاً
وَفي خِرَقِ الوَليدِ وَلا جَنينا
مِنَ القَومِ الأُلى تَبِعوا المَعالي
قِرانَ العَودِ يَتَّبِعُ القَرينا
أَقاموا عَن فَرائِسِها اللَيالي
وَرَدّوا عَن مَوارِدِها المَنونا
هُمُ رَفَعوا كَما رَفَعَت نِزارٌ
قِبابَ عُلىً عَلى كَرَمٍ بُنينا
نُبَقّي سائِراتِ الدَهرِ فيهِم
وَيُبقونَ اليَدَ البَيضاءَ فينا
فَإِن نُثمِر لَهُم شُكراً طَويلاً
فَهُم غَرَسوا وَكانوا المورِقينا
فَقُل لِلمُصحِرينَ دَعوا الضَواحى
فَإِنَّ اللَيثَ قَد نَزَعَ العَرينا
وَلا تَتَغَنَّموا مِنهُ قُعوداً
يُقيمُ لَكُم بِهِ الحَربَ الزَبونا
فَفي أَغمادِهِ وَرَقٌ قَديمٌ
يَزيدُ عَلى قِراعِ الصيدِ لينا
قَواضِبُ لا يَغُبُّ بِها الهَوادي
فَيُعطِيَها الصَياقِلَ وَالقُيونا
أَلَيسَ وِقاعُهُ بِالأَمسِ فيكُم
سَقى غَلَلَ الرِماحِ وَما رَوينا
(بِأَربُقَ) قَد أَدارَ لَكُم رَحاها
مَدارَ الطَودِ مَرداةً طَحونا
وَجَلجَلَها عَلى الأَهوازِ حَتّى
أَعادَ زَئيرَ أُسدِكُمُ أَنينا
وَساخَ تَقَصُّعَ اليَربوعِ غاوٍ
أَثارَ بِطَعنِها فَنَجا طَعينا
أُشَيعِثُ رَأسُهُ بِالبيضِ يُفلى
وَيَغدو بِالدَمِ الجاري دَهينا
يَذودُ رِقابَها هَيهاتَ مِنها
وَقَد غَلَبَت عَصِيَّ الذائِدينا
تَوَلَّعَ بِالقَنا فَتَطاوَحَتهُ
لِداغَ الدَبرِ أَيدي الغاسِلينا
غَدا يَمري عُفافَتَها فَأَمسى
يَرى بِالطَعنِ لِقحَتَها لَبونا
وَمَن شُرِعَت رِماحُ اللَهِ فيهِ
دَرى أَنَّ السَوابِغَ لا يَقينا
وَبِتنَ عَلى المَطالِعِ مُلجَماتٍ
عَلائِقُها أَنابيبُ القُنينا
عَلى صَهَواتِها أَبناءُ مَوتٍ
حَواسِرُ لِلرَدى وَمُقَنَّعينا
مُجاذِبَةً أَعِنَّتَها جِماحاً
هَبَطنَ قَرارَةً وَطَلَعنَ بينا
وَقَعنَ بِغارَةٍ وَطَلَبنَ أُخرى
يُماطِلنَ الإِقامَةَ وَالصُفونا
تُكَفكَفُ وَهيَ في الغُلَواءِ تُلقي
إِلى أَرضِ العِدا نَظَراً شَفونا
تَلَفُّتَ جُوَّعِ الآسادِ فاتَت
فَرائِسَها النُيوبُ وَقَد دَمينا
تُحاذِرُ في مَرابِطِها وُقوفاً
وَإِن بَلَغَ العِدا أَمَداً شَطونا
فَلَو أُلجِمنَ لا لِغِوارِ حَربٍ
لَقَد ظَنَّ العَدُوُّ بِها الظُنونا
أَما شَهِدوا لَيالي السوسِ مِنها
وَمَسحَبَها القَنِيَّ بِدارِ زينا
وَمَنشَرَها عَلى هَضَباتِ بَمٍّ
رِياطاً لِلعَجاجَةِ ما طُوينا
إِذا رَجَعَ الغَزِيُّ بِهِنَّ حَسرى
أُعِدنَ إِلى الطِعانِ كَما بُدينا
لَحِقنَ طَريدَةً لَولا قَناها
لَطالَ رَواغُها لِلطارِدينا
وَعُدنَ وَفي حَقائِبِهِنَّ هامٌ
لَقينَ مِنَ الصَوارِمِ ما لَقينا
بِقَنّاصٍ أَصابَ وَفي يَدَيهِ
حَبائِلُ قَد مُدِدنَ لِآخَرينا
نَوائِبُ أَلقَتِ الجُلّى عَلَيهِ
فَقامَ بِعِبئِهِنَّ وَما أُعينا
بَسالَةُ هانِئٍ في حَيِّ بَكرٍ
وَحَنظَلَةَ الَّذي قَطَعَ الوَضينا
وَهَل يَرضى المُطولَ وَفي الأَعادي
دُيونٌ لِلصَوارِمِ ما قُضينا
أَلا جُزتَ الجَوازي اليَومَ عَنّي
جَواداً لا أَغَمَّ وَلا هَجينا
نَماهُ أَبٌ وَلودٌ لِلمَعالي
وَأُمُّ أَراقِمٍ تُدهي البَنينا
مِنَ العُظَماءِ أَطوَلُهُم عِماداً
وَأَنداهُم إِذا مُطِروا يَمينا
تَبَوَّعَ بي إِلى قُلَلِ المَعالي
وَخَيَّرَني المَعاقِلَ وَالحُصونا
فَأَرغَمَ بي عَلى رُغمٍ أُنوفاً
مُضاغَنَةً وَأَقذى بي عُيونا
تَهَنَّ بِمَطلَعِ النَيروزِ وَاِبلُغ
مَطالِعَ مِثلَهُ حيناً فَحينا
مُرَحِّلَ كُلَّ نائِبَةٍ مُقيماً
مُذيلاً لِلعِدا أَبَداً مَصونا
تُظَفَّرُ بِالمَآرِبِ طَيِّعاتٍ
وَبِالآمالِ أَبكاراً وَعونا
وَإِن أَحَقَّ مِنكَ بِأَن يُهَنّى
إِذا مَدَّ البَقاءَ لَكَ السِنونا



قال الشاعر :


وَأبصرها عَلى الأهوازِ شُعثاً
تَخال بِهنَّ مِن كَلَبٍ ذآبا
عَلَيها كُلّ أَروعَ شمّريٍّ
يهاب من الحميَّة أن يَهابا


في مطلعها قال :


إِياباً أَيّها المَولى إيابا
فعبدٌ إنْ أَساء فَقد أَنابا
أَطاعكَ وَالشّبابُ له رداءٌ
فَكيفَ تَراه إِذ خلَع الشّبابا
وَكانَ على الهُدى حَدَثاً فإنّي
تظنّ بِه الضّلالة حينَ شابا
أبَعْدَ نَصيحَةٍ في الغَيب غِشّ
أَحَوْراً بعد كَوْرٍ وَاِنقلابا
أَلا قُل للأُلى زمّوا المَطايا
وَعالوها الهَوادجَ والقِبابا
وَقادوا الخيلَ عارِية الهَوادِي
وما أوْكوْا منَ العَجَلِ العِيابا
خُذوا مِنّا التحيّة وَاِقرَؤوها
وَإِن لَم تَسمَعوا عَنها جَوابا
عَلى ملكٍ تنَزّه أَن يحابِي
وَأَغنَتْه المَحامِدُ أَن يُحابى
وَلَمّا أَن تَحَجَّب بِالمَعالي
عَلى أَعدائِهِ رفع الحِجابا
وَقولوا لِلَّذينَ رَضوا زماناً
فَردَّهمُ الوشاةُ بِنا غِضابا
عَدَتنا عَن دِياركم العَوادي
وَرابَ مِنَ الزّيارَةِ ما أَرابا
فَلا جَوٌّ نَشيم بهِ بروقاً
وَلا أَرضٌ نشمّ لَها تُرابا
وَما كُنّا نَخافُ وَإِن جَنَينا
بِأَنَّ الهَجرَ كانَ لَنا عِقابا
أَقيلونا الذّنوبَ فَإِنَّ فيكُمْ
وَعِندَكُمُ لِمُجرِمِكُمْ متابا
وَلا تَستَبدِعوا خَطأَ المَوالي
فَإِنَّ العَبدَ يُبدع إِنْ أَصابا
بَعُدنا عَنكُمُ وَلَنا أعادٍ
يَزيدُهُمُ تَباعُدنا اِقتِرابا
فَرَوْنا بِالشِّفارِ فَما أكلّوا
لَهُم في فَرْينا ظُفْراً ونابا
وَكُنّا إِذ أَمِنّاهُمْ عَلَينا
رُعاةَ البهْمِ إِذْ أَمِنوا الذّئابا
أَيا ملكَ المُلوكِ أَصِخْ لقولٍ
أُجِلّكَ أَن يَكونَ لَكُمْ عِتابا
تُسَكّنُنِي المَهابَةُ عَنهُ طَوراً
وَيُؤمِنني وَفاؤُك أَن أَهابا
وَلَولا أَنَّ حِلمَك عِدْلُ رَضْوى
فَرَقْتُكَ أَن أُراجِعكَ الخِطابا
خَدمتك حينَ أَسلمكَ الأَداني
وَخلّى الجارُ نُصرَتنا وَهابا
وَكُنتُ أَخوضُ فيما تَرتَضيهِ
عَلى الأَعداءِ أَيّاماً صِعابا
أَخافُ الموتَ قدّاماً وخلفاً
وَأَرقُبُه مَجيئاً أَو ذَهابا
وَأَكرع مِن عدوّكَ كلَّ يومٍ
وَما اِستَسقيتُه صَبراً وصابا
وَكَم جَذب السُّعاة عَلَيكَ ضَبْعِي
فَما أَوسَعتُهم إلّا جِذابا
أَلا لا تَغبُننّ الحلمَ رأياً
صَواباً في اِمرِئٍ غبِنَ الصّوابا
وَقُلْ لِلمُجلِبينَ علَيَّ مهْلاً
فَقَد أَدركتُمُ فيهِ الطِّلابا
أَسُخطاً بَعدَ سُخطٍ وَاِزوِراراً
وَنأياً بَعد نأيٍ وَاِجتِنابا
وَأَنتَ أَرَيتَنا في كلِّ باغٍ
غَفرتَ ذنوبَهُ العَجَبَ العُجابا
فَما لِي لا تُسوّيني بِقَومٍ
رَقَوْا في كيدِ دَولَتك الهِضابا
وَدَرّوا بَعد ما رشحوا فَأَضحَوا
وَقَد مَلأوا مِنَ الشرّ الجِرابا
هَنيئاً يا مُلوكَ بَني بُويهٍ
بِأنّ بهاءَكُمْ ملك الرّقابا
وَحازَ المُلكَ لا إِرثاً وَلَكِنْ
بِحَدّ السيفِ قَسْراً وَاِغتِصابا
وَلَمّا أَن عَوى بِالسيفِ كَلبٌ
وَجَرَّ إِلى ضَلالَتهِ كِلابا
وَظنّكَ لاهياً عَنه ويُرمى
قَديماً بِالغَباوةِ مَن تَغابى
رَأى لِيناً عَليهِ فَظَنَّ خَيراً
وَيَلقَى اللّينَ من لَمس الحُبابا
دَلَفتَ إِلَيهِ في عُصَبِ المَنايا
إِذا أَمّوا طِعاناً أَو ضِرابا
وجوهاً مِن ندىً تُلفى رِقاقاً
وَعِندَ ردىً تُلاقيها صِلابا
وَأبصرها عَلى الأهوازِ شُعثاً
تَخال بِهنَّ مِن كَلَبٍ ذآبا
عَلَيها كُلّ أَروعَ شمّريٍّ
يهاب من الحميَّة أن يَهابا
فولّى في رهيطٍ كان دهراً
يُمنِّيهم فَأَورَدَهم شَرابا
وَتَحسَبُهم وَقَد زَحفوا لُيوثاً
فَلَمّا أَجفَلوا حسِبوا ذِئابا
أَعدّهُم لهُ صحباً فَكانوا
هُنالكَ في مَنيّتهِ صِحابا
فَأَصبَح لا يرى إِلّا اِبتِساماً
وَأَمسى لا يَرى إِلّا اِنتِحابا
وَباتَ معلّقاً في رَأسِ جذعٍ
إِهاباً لَو تركتَ لهُ إِهابا
وَحَلَّق شاحب الأَوصالِ حتّى
عُقابُ الجوّ تحسبهُ عُقابا
تعافُ الطّير جيفتَه وَتَأبى
عراقَتَه وإن كانت سِغابا
وَما تَرَكَ اِنتِقامُك فيه لمّا
سَطوتَ بِهِ طَعاماً أو شرابا
فَدُم يا تاجَ مُلكِ بَني بُويهٍ
تَخَطّاك المقادِرُ أن تُصابا
وَلا ملك الأَنامَ سِواك مولَى
وَلا قَصدوا سِوى نُعماكَ بابا
وَضلّتْ نائِبات الدّهر جَمْعاً
شِعابكَ أَن تلمّ بها شعابا
وَطابَت لي حَياتُكَ ثُمَّ طالَتْ
فَخَيرُ العَيشِ ما إِن طالَ طابا


قال الشاعر :


أَلَم يُقنِعكَ بِالأَهوازِ مِنهُ قِطارٌ غَيمُ عارِضِهِ القَتامُ


في مطلعها قال


لهان الغمد ما بقي الحسام


وَبَعضُ النّقصِ، آوِنَة ً، تَمَامُ


إذا سلك العلى سلمت قواه


فَلا جَزَعٌ، إذا انتَقَصَ النّظَامُ


وأهون بالمناكب يوم يبقى


لَنَا الرّأسُ المُقَدَّمُ وَالسّنَامُ


وما شكوى المناهل حين تمسى


مُغَيَّضَة ً، إذا بَقِيَ الغَمَامُ


وَهَلْ هُوَ غَيرُ فَذٍّ أخلَفَتْهُ


لكَ العَلْيَاءُ، وَالنِّعَمُ التؤَام


وما شرر تطاوح عن زناد


بِمُفْتَقَدٍ، إذا بَقيَ الضّرَامُ


أفق يا دهر من أمسيت تحدو


وقد منع الخزامة والزمام


قدعت مُبرّز الحلبات يغدو


جَمُوحاً، لا يُنَهْنِهُهُ اللّجَامُ


وَلُوداً مثلَ مَا خالَستَ مِنْهُ


وأنت بمثله أبداً عَقَام


مِنَ القَوْمِ الّذِينَ أقَامَ فيهِمْ


عدادُ المجد والعدد اللُّهام


إذا سلموا فقد سلم البرايا


وَإنْ نُقِدُوا، فَقَد فُقِدَ الأنامُ


لهم كرم تُزيّدُه المعالي


إذا لَؤُمَ المَعَاشِرُ، أوْ ألامُوا


وَأيّامٌ مِنَ الإحْسَانِ بِيضٌ


لَهُمْ نَسَبٌ إلى العَلْيَا قُدَامُ


مراجحة ٌ وأصبية ٌ ملوك


إلَيهِمْ يَعقُدُ النّادي الكِرَامُ


وكل معمم بالمجد قضّى


بِهِ ذِمَمَ العَلاءِ أبٌ هُمَامُ


ربا بين الصوارم والعوالي


فجاء كأن توأمه الحسام


يروع سَوامَه بالسيف حتى


تمنى أن اسرّتها اللئام


مَعَاشِرُ للسّوَائِمِ في ذَرَاهُمْ


أمَانُ الطّيرِ آمَنَهَا الحَرَامُ


يُذم اللؤمُ عندهم عليها


وليس لجارهم أبداً ذمام


وَحَادِثَة ٍ لهَا في العَظْمِ وَقْرٌ


كَفِضّ السّنّ لَيسَ لَهُ التِئَامُ


كَفَى بعِتَاتِهَا، وَالمَوْتُ دانٍ


وَقَدْ قَعَدَ الرّجَالُ بهَا وَقَامُوا


فَقُلْ للحَائِنِ المَغْرُورِ أمْسَى


(بِمَارِنِكَ) الرَّغَامَة ُ وَالرَّغَامُ


أتَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِرُ، أوْ تُسامي


غروراً ما أراك به المنام


فَخَلّ عَنِ الطّرِيقِ لسَيلِ طَوْدٍ


تَحَدّرَ لا يُخَاضُ وَلا يُعَامُ


ألَمْ يُقْنِعْكَ بالأهْوازِ مِنْهُ


قِطارٌ غيمُ عارضه القتام


بأرْبَقَ حَطّ عَارِضَهُ وَأجلَى


عَنِ الأعداءِ وَالأعداءُ هَامُ


وأرسلها تخب بدار زين


عُبَابَ اليَمّ لَجّ بِهِ التِطَامُ


يَمِلْنَ مِنَ اللُّغُوبِ كَمَا تهادى


نِسَاءُ الحَيّ يُثْقِلُهَا الخِدامُ


وَكُنّ، إذا رَمَينَ إلى عَدُوٍّ


طَلَبْنَ أمَامَ حَتّى لا أمَامُ


وَلَستُ لحَاصِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْهَا


مواقر حملها بيض ولام


توقّصُ تحتها القلل الروابي


وَتُجدَعُ مِن حَوَافِرِها الإكَامُ


بنقع يظلم الإصباح منه


عَلى بَيضٍ يُضِيءُ بِهَا الظّلامُ


تُفَارِطُ بالقَنَا مُتَمَطِّرَاتٍ


كما فاجاك بالدو النعام


حذارِ له فبعد اليوم يوم


لَهُ شَرَرٌ، وَبَعْدَ العَامِ عَامُ


وَمَا تَرَكَ الرِّمَاءَ قُصُورَ بَاعٍ


ولكن كي تراش له السهام


فمِنْهُ البِيضُ مَاضِيَة ٌ، وَمنكم


يَدَ الدّهْرِ، المَفارِقُ وَاللِّمَامُ


لنا تحت الصفائح كل يوم


مقيم لا يريم ولا يُرام


كرائم من قلوب أو عيون


عَلَيْهِنّ الجَنَادِلُ وَالرِّجَامُ


صُمُوتٌ لا يُجَابُ لَهُنّ داعٍ


أرنَّ ولا يرد له سلام


فَدُمْ مَا طَابَ للبَاقي بَقَاءٌ


وَمَا حَسُنَ التّلَوُّمُ، وَالدّوَامُ


فلا كشف الضياء على الليالي


وَلا عُدِمَ الغِيَاثُ وَلا القِوَام


يَكُونُ لَكَ التّقَدُّمُ في المَعَالي


وفي الأجل التأخر والمقام


وَكَانَ لَنَا أمَامَكَ كُلُّ نَقْصٍ


يَكُونُ مِنَ الرّدَى وَلكَ التّمَامُ


 


رد مع اقتباس