كلام جميل جدا،
ذكرني هذا بحوار بسيط في الرواية دار بين عالم الآثار العربي والسائق هلال الذي قادهم إلى حضرموت، وهذا هو نص الحوار:

تعجب (هلال) منا، سألني:
- ماذا تريدون من الربع الخالي؟ أضاف لي قائلًا وهو يرقب الطريق بحدة:
- لا يوجد هناك شيء غير الموت. الموت فقط.
تجاهلت سؤاله وبدوري وجهت له آخر:
- ماذا تعرف عن الربع الخالي؟
تثاءب ثم أجابني:
- كلامًا كثيرًا لا علم لي بحقيقته، ما أصدق منه هو قبائل الجن القاطنة هناك.
سكت قليلًا ثم أضاف:
- جن الصحراء. هذا فقط ما أؤمن به.
- وماذا عن إرم ذات العماد؟ ألا تؤمن بها؟ إنها في القرآن، خالدة مخلدة.
- بلى أؤمن بها، لكني لا أهتم. البحث وراء مساكن المجرمين الذين نزل بهم عذاب الله لا يستهويني. ما الذي نريده منهم إن لم نعتبر؟

التزمت الصمت ولم أجبه على سؤاله. استحسنت كلامه وخالفته في فلسفته. فقد كنت أنظر للأمر من زاوية أخرى، زاوية المدينة المفقودة، لو وجدناها لاعتبر الناس أكثر.
------------------

كان حوارا رغم بساطته إلا أني شعرت بعمقه
شكرا ع المرور الرائع