عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-14, 02:33 PM   #1
آتم بعيد .!

الصورة الرمزية آتم بعيد .!
وآتم بعيد وببعد أكثر ..!

آخر زيارة »  03-29-15 (03:08 PM)
المكان »  " مع نفسي "
الهوايه »  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
' احب الكلام إلى الله اربع : سبحان الله والحمدلله ولا إله ألا الله والله أكبر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي النجاح والفشل في حياتنا



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله حمداً دائماً أبدا ، والصﻼ‌ة والسﻼ‌م على نبينا محمد ما أحبَّ أبٌ ولدا ؛أما بعد :*
فما هو النجاح ؟
وما هو الفشل ؟
وهل النجاح مقتصر على جانب واحد من جوانب حياتنا ؟
وهل النجاح في أن تأت بما لم تأت به اﻷ‌وائل*
وأن ما ليس فريداً وكبيرا ﻻ‌ يعتبر نجاحاً ؟.
وهل كل ناجح نعرفه ونراه هو ناجح في كل شئون حياته .
وهل وصف اﻻ‌نسان نفسه أو وصف غيره له بالفشل يعتبر دقيقاً .
وهل إخفاق ولدك في جانب من الجوانب كافياً لوصفه بالفشل ؟
وهل للنجاحات الصغيرة المتكررة اليومية عﻼ‌قة بتحقيق النجاحات الكبرى العظيمة ؟
وهل الحكم بالفشل حكماً مميزا ً ﻻ‌ يمكن نقضه وﻻ‌ تغييره ؟
أسئلة كثيرة حول الفشل والنجاح !
وأسئلة كثيرة عن الناجح والفاشل !
نرى طائفة كبيرة من الناس تعيش اﻹ‌حباط بسبب*
إيمانها بفشلها واقتناعها بعدم نجاحها !
بل وكثير من اﻵ‌باء واﻷ‌مهات كرهوا حتى مجرد الحديث مع أوﻻ‌دهم لتوهمهم بأنهم أشخاص فاشلين .
ولو نظرنا بتجرد وبفصل بين الجزئيات ﻷ‌دركنا أن فشل أحدنا ؛ﻻ‌ يعدو أن يكون فشﻼ‌ً جزئياً .
وأن النجاح أمرأً نسبياً*
فبعض الناس مثﻼ‌ ناجح علمياً ؛ لكنه على المستوى اﻷ‌سري دون المأمول .
وبعض الناس ناجح أسرياً لكنه في المجال الوظيفي دون المأمول .
وبعض اﻷ‌وﻻ‌د برٌ بوالديه مُضيع لدروسه .
صحيح هناك من يحقق النجاح على جميع المستويات ؛لكن علينا أن نعترف ونقر أن هذه النوعية قليلة ونادرة جدا .
وقد جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (الناس كإبل مائة ﻻ‌ تكاد تجد فيها راحلة ).
لماذا نجعل فشلنا أو فشل أوﻻ‌دنا وطﻼ‌بنا في جانب يقودنا ويقودهم للفشل في الجوانب اﻷ‌خرى ؟
ولماذا ﻻ‌ نجعل نجاحنا أو نجاح أوﻻ‌دنا وطﻼ‌بنا في جانب يقودنا ويقودهم للنجاح في الجوانب اﻷ‌خرى ؟
هل الفشل الجزئي يحتاج إلى حسن إدارة وحكمة في التعامل حتى ﻻ‌ يتحول لفشل كلي ذريع ؟
وهل النجاح الجزئي يحتاج إلى حسن إدارة وحكمة في التعامل ليستمر ويمتد بيصل إلى جوانب أخرى .
والفشل الكلي من وجهة نظري أن يكون اﻻ‌نسان غير صالح ﻷ‌ي عمل وﻻ‌ يؤدي أي دور.
والحق يقال أنه ﻻ‌ يمكن أن يكون المسلم فاشﻼ‌ً فشﻼ‌ً كلياً مهما كان سلبيا ً ؛فﻼ‌ بد أن يقوم المسلم بما يخرجه من دائرة الفشل الكلي .

إذا استقر ذلك في أذهاننا فما هو المطلوب منا إذاً :
المطلوب منا يتضح من خﻼ‌ل النقاط التالية :
اوﻻ‌ً : تغيير التصور لدى بعضنا عن النجاح !
ويتم ذلك من خﻼ‌ل النظر إلى النجاح كما يلي :
1- النجاح ﻻ‌ يعتمد على حجم اﻹ‌نجاز فقط ؛بل هناك أمور صغيرة من وجهة نظر البعض يعتبر القيام بها نجاحاً كبيرا .
2- النجاح ﻻ‌ يشترط فيه أن يكون بتحقيق أمر نادر ،بل هناك كثير من اﻷ‌مور المتكررة في حياتنا اليومية يعتبر القيام بها نجاحا وتميزاً .
3- النجاح ﻻ‌ يقتصر على تحقيق ما لم يحققه غيرك ؛بل هناك أمور يقوم بها المﻼ‌يين من الناس ويعتبر القيام بها نجاحا وفوزاً .
4- النجاح ﻻ‌ يتوقف على اﻹ‌شادة من اﻵ‌خرين فهناك الكثير من النجاحات التي تحققها أخي الكريم وقل أن يُشيد ويُثني عليك أحدٌ بها .
5- من كان لديه حد أدنى من النجاح في جميع جوانب حياته وتميزاً في جانب واحد يعتبر إنسانا متميزاً جداً .

ثانيا ً: إعادة النظر في النجاحات اليومية المنسية !
لو تأملنا حياة أي مسلم ؛لوجدنا أن لديه نجاحات يومية كثيرة وفي مجاﻻ‌ت مختلفة من حياته :
ففي المجال التعبدي :نجد أن المسلم يومياً يؤدي الصلوات الخمس في وقتها ومع جماعة المسلمين إن كان رجﻼ‌ً وفي بيتها إن كانت امرأة .
وهذا حد أدنى للمسلم للنجاح في صﻼ‌ته ،ومن إراد اﻻ‌ستزادة فبالمحافظة على السنن الرواتب وصﻼ‌ة الليل والضحى .
وحقيقة أن من لم يعتبر المحافظة على الصﻼ‌ة كما ذكرنا من أكبر النجاحات ؛فﻼ‌ حق لها في الحديث عن النجاح ؛ بل لم يعرف ما هي الحياة أصﻼ‌ ً .
وفي المجال العلمي :فمعرفة المسلم مسألة واحدة من دينه أو قرآت صفحة من كتاب ربه أو حديثاً من حديث نبيه صلى الله عليه وسلم يعتبر نجاحا ً
وكذلك قراءته لصفحة واحدة من كتاب في علم نافع من النجاحات التي تستحق ذكرها وعدم إهمالها .
وفي المجال اﻷ‌سري : فقبلة تطبعها على رأس أحد والديك نجاح وأي نجاح .
وابتسامتك في وجه زوجتك نجاح ...
وحمل ولدك الصغير إلى المستشفى نجاح ...
ومراجعة اﻷ‌م دورس أوﻻ‌دها نجاح ...
وتهيئة الزوجة طعام زوجها نجاح ...
واتصال بعمة أو خالة نجاح ...
وإعطاؤك ولدك مصروفا يومياً نجاح ...
(حتى اللقمة يضعها أحدكم في في زوجته) نجاح وأي نجاح .
وفي المجال اﻻ‌جتماعي :فزيارة لجارك في بيته نجاح ...
وعيادتك ﻻ‌بن زميلك في المستشفى نجاح ...
وإجابة دعوة صديقك نجاح ...
وكفالة اليتيم نجاح ...
ومساعدة اﻷ‌رملة نجاح ...
وإعطاء الطريق حقه نجاح ...
وفي المجال الوظيفي : فاهتمامك بوقت عملك نجاح وحرصك على زيادة انتاجيتك في العمل نجاح ،ولين الخطاب مع المراجع نجاح ..
هل رأيت أخي كم تحقق من النجاحات اليومية المنسية ؟
أنا ﻻ‌ أدعو للكسل وﻻ‌ إلى ضعف الهمة لكن أدعوك إلى حمد الله على ما من به عليك وعدم ترك المجال لوساوس الشيطان بالتقليل من شأن نفسك ووصفك بالفشل وعدم اﻹ‌نجاز .
وﻻ‌ أريد اﻻ‌ستطراد أكثر وأكتفي بالجوانب اﻷ‌ربعة المذكورة ،علما بأن هناك مجاﻻ‌ت أخرى لم أذكرها خشية اﻹ‌طالة .

ثالثاً :اﻻ‌حتفال بنجاحاتنا الصغيرة ؛وأقل درجات هذا اﻻ‌حتفال هو حمد الله عليها ثم الرضى الذاتي عن أنفسنا .
من النقطة السابقة أتضح لك أخي الكريم كم لدينا من النجاحات ؟
قلق واكتئاب لدى الكثيرين مع أن لديه كل النجاحات التي ذكرناها ،وإرهاق للنفس إن لم يكن إزهاق للروح بالنظرة السلبية عن أنفسنا وأوﻻ‌دنا وطﻼ‌بنا .
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (ما كان الرفق في شيء إﻻ‌ زانه وما نزع من شيء إﻻ‌ شانه )
وأولى من ترفق به نفسك وأهلك وولدك ؛ومن أعظم أوجه الرفق بالنفس شكرها على إحسانها وحثها على زيادة اﻹ‌حسان بالحسنى .
أسأل الله أن يكتبنا من الناجحين وأن يصرف عنا الفاشلين ويصرفنا عن سبيلهم والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أخوكم : مصلح بن زويد العتيبي .