عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-14, 07:19 AM   #1
آتم بعيد .!

الصورة الرمزية آتم بعيد .!
وآتم بعيد وببعد أكثر ..!

آخر زيارة »  03-29-15 (03:08 PM)
المكان »  " مع نفسي "
الهوايه »  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
' احب الكلام إلى الله اربع : سبحان الله والحمدلله ولا إله ألا الله والله أكبر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لماذا لا يا أبي ؟!



لماذا لا يا أبي ؟!

"بسم الله الرحمن الرحيم"

الحمدلله الذي جعل المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أمﻼ‌ .
والصﻼ‌ة والسﻼ‌م على خير من تعامل مع اﻷ‌وﻻ‌د فدته أرواحنا وأوﻻ‌دنا وأموالنا ؛ أما بعد*
(نعم ،ﻻ‌) متى نستخدمها مع أوﻻ‌دنا ؟
وكيف نستخدمها ؟
وهل نحن نقول (نعم) لمجرد الموافقة ؟
وهل نحن نقول (ﻻ‌) لمجرد الرفض ؟
وماذا تعني (نعم ،ﻻ‌ ) ﻷ‌وﻻ‌دنا عندما نقولها لهم ؟
وهل من المناسب أن نتراجع عن (ﻻ‌) ب(نعم) وعن (نعم) ب(ﻻ‌) بعد أن نقولها ؟
يطلب الولد من أبيه شيئا بسيطا ويكون اﻷ‌ب غاضبا فيقول (ﻻ‌) يعود الطفل منكسراً متألماً فلم يطلب شيئا قبيحا أو مضراً ؟
لكنه يُذعن على مضض !
ثم في الغد يطلب الطفل نفس الطلب من اﻷ‌ب وتكون نفسيته مرتاحة فيقول (نعم ) ومع فرح الطفل بالموافقة ؛ إﻻ‌ أن هناك أمراً ﻻ‌ يستطيع تفسيره ،فأمس (ﻻ‌) واليوم (نعم ) فما هو الفرق ؟
ولﻸ‌سف أن هذه الحالة ليست حالة عابرة مرت وﻻ‌ تعود !
بل ﻻ‌ يكاد يمر يوماً إﻻ‌ ويقع بعض اﻵ‌باء واﻷ‌مهات في مثلها !
يفترض أن تكون (ﻻ‌) دائما (ﻻ‌) ﻷ‌ننا ﻻ‌ نقولها إﻻ‌ عندما ﻻ‌ نستطيع أن نقول (نعم )فنحن نقول (ﻻ‌)
معللة بما فيه ضرر ديني أو دنيوي أو تعدي على حقوق اﻵ‌خرين أو فيه تربية على دنو الهمة .
ولو كنا نسير على هذا المنهج لعرف أوﻻ‌دنا موقع (ﻻ‌) من اﻹ‌عراب ، ومتى تستخدم في الجملة .
حتى يصبح الولد يقول لنفسه (ﻻ‌) في الوقت والظرف المناسب .
أما (ﻻ‌) التي ﻻ‌ تُبنى على أي معيار وإنما يحددها الوضع النفسي لقائلها فهي معول هدم ﻷ‌سس التربية الصحيحة .
و(ﻻ‌) القوية على قلوب الصغار الضعيفة على أرض الواقع ومناهج التربية التي يطلقها أب أو أم فقط ﻹ‌حكام السيطرة على الرعية دون أي فائدة تُجنى من خلفها هي في الحقيقة أداة حادة لتشتت اﻷ‌سرة مشاعريا وإن اجتمعت جسدياً .
و(ﻻ‌) المتسرعة التي ننطقها قبل أن يتم صغارنا كﻼ‌مهم هي تحطيم للقلوب الحالمة الصغيرة ينشأ أوﻻ‌دنا بعد هذا على أن (ﻻ‌) ﻻ‌ يحددها الصواب والخطأ وإنما يحددها (القوي والمتحكم فقط ).
ينشأ أوﻻ‌دنا بعد هذا على أن (ﻻ‌) ﻻ‌ تحددها القيم والمبادئ وإنما يحددها الوضع النفسي لنا وقبولنا للطرف اﻵ‌خر فقط .
وينشأ أوﻻ‌دنا بعد هذا على محاولة كسر (ﻻ‌) المتغطرسة التي تحد من حرياتهم ؛ فعندما يملكون القوة الكافية لتجاوز (ﻻ‌) يسارعون إلى ذلك ؛ ومن هنا نلمح تفسيراً لجنوح الكثير من المراهقين ومعاناة الوالدين .
صحيح أنها ليست السبب الوحيد ؛ لكنها أحد اﻷ‌سباب المهمة في ذلك .
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) تذكروا هذا الحديث جيداً .
(ﻻ‌) التي تحطم نفوس اﻷ‌طفال صغاراً ؛ هي نفسها التي تحبطهم عن اﻹ‌نجاز كباراً .*
أنا ﻻ‌ أقول قل (نعم) دائما ولكل شيء يطلبه أوﻻ‌دك ؛ لكني أقول ﻻ‌ تقل (ﻻ‌) إﻻ‌ عندما تكون هي الخيار اﻷ‌نسب والحل اﻷ‌نجع .
قلب بصرك فيمن حولك ؛بل وفي العالم اﻹ‌سﻼ‌مي أجمع لترى تلك الطفولة المعذبة ،تأمل في تلك اﻷ‌جساد الصغيرة التي حطمتها أغﻼ‌ل (ﻻ‌) .
لم يقل صلى الله عليه وسلم (ﻻ‌) ﻷ‌مامة بل حملها وهو يصلي !
ولم يقل صلى الله عليه وسلم (ﻻ‌) للحسن أو للحسين يصعد على ظهره وهو ساجد .
فترفق أيها اﻷ‌ب الكريم ؛ورفقاً أيتها اﻷ‌م الرحيمة؛
فليس الحزم في التربية (ﻻ‌) بل قد تكون والعياذ بالله هي الهدم للتربية .
مسكين هذا الطفل ومغلوب على أمره ؛ فﻼ‌ تعذبوه بﻼ‌ دائما وأرحموه منها قدر اﻻ‌ستطاعة .
والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

بقلم /

مصلح بن زويد العتيبي .