عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-14, 07:20 PM   #1
اول السطر

آخر زيارة »  02-15-23 (10:33 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي المظاهرات من الأمور المحدثة



المظاهرات من الأمور المحدثة

ردا على سؤال وجه لفضيلة العلامة الشيخ زيد بن محمد المدخلي رحمه الله تعالى بشأن المظاهرات الحاصلة في البلاد الإسلامية ، وجواز البعض لها خصوصا إذا كانت سلمية ودون حمل السلاح. فقال رحمه الله : المظاهرات من الأمور المحدثة، وكل أمر محدث فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ذلك أن شرع الله كامل-كتاب وسنة-، ولم نعرف في شيء من أدلة الكتاب والسنة تبيح لثلة من الناس أن يجتمعوا ويقوموا بالمظاهرات التي فيها التشويش على الناس وقتل الأوقات.



وأكبر من ذلك: تترك فيها الصلوات، ويحصل فيها القتل، فلو قتل في المظاهرة الواحدة مسلم يتحمل إثمه من دعا إلى القيام بالمظاهرات، سواء فرد أو مجتمعين أو مشتركين، وفي الأثر الصحيح: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)[1].



فكم نفوس تقتل في المظاهرات؟، بشهادة العقل والنقل والعرف والحس والمشاهدة. فإحداث هذه المظاهرات إنما هي من البدع والضلالات يدعو إليها الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى، وما اجتمعت هذه الأعداء في شيء إلا دمِّر دين ودنيا كما هو المعروف في هذه المظاهرات.



ونتائج المظاهرات: كلها تقتيل، وتدمير، وتضييع للأموال وللأوقات، وإرهاب للآمنين، وكم فيها من مساوئ، وكفى بها شؤمًا أنها لم تفعل في عهد الرسل الكرام والأنبياء العظام الذين امتحنوا وأوذوا من أقوامهم، وآمن بهم من آمن ولم يعملوا مظاهرة ولم يعملوا تفجيرًا ولا اغتيالًا، بل نهى الإسلام عن كل ذلك.



فهؤلاء الذين يدعون إلى المظاهرات ويرون أن فيها النجاح غلطوا الطريق وأخطئوا الطريق وخير لهم أن يرجعوا إلى صوابهم، وتعالج الأمور على ضوء الكتاب والسنة على فهم العلماء-الراسخين في العلم-. فمن دعا الناس إلى هذه الفوضى فقد تسبب في فساد البلاد والعباد، وما حصل من قبل وحاليًا شاهد على ذلك.



فنحذر طلاب العلم: أن يقتنعوا في قول من يبيح المظاهرات ويرى أن المظاهرات السلمية كما يقولون! قَسَّمُوْهَا هذا التقسيم بدون برهان أنها جائزة!، بدون دليل يعتمد عليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا من فعل الرسول ولا من الصحابة الكرام ولا من الأئمة الأعلام، وإنما هي كما أسلفت، وكما كتب غيري.



وكفى بكتابة هيئة كبار العلماء بيانًا ووضوحًا لمن يريد الحق، واجتمعوا على ذلك: أن المظاهرات بكيفياتها المعروفة باطلة، وأنها ليس لها أصل في الشرع، وأنها تدعو إلى فساد في العباد والبلاد، وهذا هو القول الصحيح ووقع عليه أكثر من عشرين عالِمًا، بل وجميع العلماء المعتبرين ينادون الناس بأن هذه المظاهرات طريق لا طريق صلاح وإصلاح.



وأن الطريق السليم هو المناصحة لمن تولى أمر إقليم من الأقاليم في الأرض إن أخطأ، ويدعى إليه بطريقة تليق بمستواه الذي هو فيه بدون إحداث هذه الفوضى التي أزهقت فيها أنفس، وروع فيها الآمنون وحصل فيها ما هو مشاهد للناس في هذا الزمن وقبل ذلك، والله أعلم.



[1] (سنن النسائي/ باب: تعظيم الدم/ 7-82، سنن الترمذي/ باب: ما جاء في تشديد قتل المؤمن/ 4-16 ).

فضيلة الشيخ الفقيه العلَّامة: زيد بن محمد المدخلي حفظه الله – الأفنان وتوحيد ابن خزيمة وحديث عن المظاهرات4-4-1432هـ.