عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-14, 02:23 PM   #1
الســاهر

الصورة الرمزية الســاهر
عزيز نفس وعزتي مالها حد

آخر زيارة »  02-10-19 (02:23 PM)
المكان »  في قلب روعة الســاهر
الهوايه »  القراءة وخاصة الشعر
سأظل احبك ولو طال انتظـاري
فإن لم تكن قدري فقد كنت اختياري
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي آدم في احضـان حـواء ..




في سنوات طفولته الأولى
كان اّدم كلما ضاقت به الدنيا يلتجئ إلى حضن أمه
يذوب في أتساع الحضن أحزانه
ويجفف بدفئه ما تبقى من دمع الوجع حتى ينساه على أيقاع أصابع أمه وهي تحرث شعره
ومن ثم يغفو
يغفو ليصحو بريئا" من الوجع والأحزان
يكبر اّدم
وتكبر أحزانه وتضيق به الدنيا شيئا" فشيئا"
تأخذه كلمة < رجل > في شرقنا بعيدا" عن أحضان أمه
فلا يعود يبكي ولايستطيع ان يبوح بوجعه
ثم أن حضن أمه صار ملك أخيه الصغير
أما هو .........
فقد صار رجلا"
وعيب على الرجال أن تبكي
عيب عليه أن يئن
أو أن يحن لحضن أمه ليمحو رواسب الألم من جسده ووجدانه
تعساء هم الرجال في شرقنا الحزين
حتى لو كانت بيانات جمعيات تحرر المرأه تقول عكس ذلك
فالكاتمين على الوجع والحابسين الدمع هم أسرى ألم غير معلن
والألم المخفي سرطان ينهك الجسم
كان الألم يفعل في جسد اّدم الكبير ما يفعل وكان اّدم لايشكو ولا يتوجع
فهو رجل والرجل في شرقنا الحزين لايشكو ولا يتوجع
في الحقيقه كان اّدم الكبير يتوجع ....
لكنه كان يؤجل كل ما فيه من وجع وحزن

< لأمرأة >
إمرأة تأتيه من خلف المسافات
يفرد في أحضانها أحزانه
دون أن يخجل من دمع عينيه
فيذرف في أحضانها دموعه تاركا" لدفء أحضانها مهمة تجفيفها
عندما كان طفلا" غادر اّدم الشرقي حضن أمه ليثبت للجميع أنه صار رجلا"
وحين أتعبته أسئلة الحياة عاد
عاد ليبحث عن حضن أمرأة يعيش فيه ماتبقى من العمر
في الشرق يحلم اّدم بحضن أمرأه يحتويه زمن البرد والوجع
حضن دافء
كحضن أمه الذي تركه فتيا"
حضن أمرأة تأخذه بحنينها من وجع الدنيا
تلفه وتمسح عن قلبه حزن يضاف ألى حزنه الذي يمنعه
من الصراخ
ومن البكاء
بتهمة أنه رجل
حضن أمرأة دافء هو حلم يختصر كل أحلام الرجال في شرقنا الحزين
هو أقدس حلم يكتمه الرجال في نفوسهم
أيتها النساء...
أذا جائكم رجلا" ليعترف بسره هذا فصدقوه
أجل صدقوه

فهو يبحث عن حواء زوجة له
تعيس هو الرجل الذي لم يعرف حضن دافء بعد حضن أمه

مما راق لي ......