رأيتها في سماء الكون بازغةً
فمددت يدي طولاً لعلي بلمسها
رأيتها تخطو خطاها تعثراً
فرقبتها خوفاً الّا تسقط

كانت تقفز على كواكب مجرتنا
وتُقابل بترحيبِ ضيف مُكرّم
ضحكاتها تملأ الأجواء نظرةً
ونظراتها تنادي... هلُم ياعاشق
لبِست حريراً قد زانته روعةً
ففيها جمال الحسن لله درها
شعرها الشلال تناثر خلفها
كسحاب خيرات يستظل به العشق
رأيتها كالشمس رابعةً هنا
واقبلت كالبدر ليل اكتماله
هي ليلة بهماء ظلماء أضاء بهاءها
مشارق قلبي والفؤاد مغاربه
لها وجهة كاياسمين وقد علا
أطرافه قطرات من ندى مما زادها
حسناً على حسنٍ بل زادها نورا

فرددت يدي خجلاً واطرقت ناظري
فكيف لفتنتها ان تنظرني
ابتسمت رضى وأسدلت دمعاتها
فرقاً فسالت على صفحة القمر
وكأن في جوفها نوايا هجرنا
أو انها تعلم زمناً مُقبل

قالت وفي قولها تناثر الؤلؤ والذهب
فاستمعت لقولها... عجباً وهل هذا لا يُستمع
وفي حال أوج استطراقها للكلمات
وانا في قمة سعادتي فارشاً جناحاتي أطير

اتى غضبٌ مزمجرٌ مزبدٌ
تعلوه همهمةٌ تكاد تتفجر
سحابةٌ سوداء مظلمةٌ
فأستوطنت في ما بيني وبينها
خشيت على اشعاعها ان تطفئه
وخشيت على عيني ان تحترق
وَقفت وملأت المكان بأصوات الرعد تارةً
وب بريق سياط سائقها تارةً
وبددت قطرات الندى بالمطر
وساقت عبير العطر الذي استنشقه

أفِلت محبوبتي وغابت في الأفق
وعدت انا الى شوقي والذكريات
ذهبت هي فجأةً على عجلٍ
وعدت انا مهلاً على مَهل