عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-14, 09:46 PM   #3
فهد شمر

آخر زيارة »  09-02-16 (12:59 AM)
المكان »  الرياض السعوديه
الهوايه »  استغفر الله واتوب اليه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الفوائد من الموقف:
1- يستحب البكاء مع القراءة ,وطريق تحصيله كما يقول ابن حجر:"يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود,ثم ينظر تقصيره في ذلك فمن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك,وإنه من أعظم المصائب".
2- استحباب طلب القراءة من الغير ليستمع له,وهو أبلغ في الفهم والتدبر؛ لأن الذهن يكون خالياً مستعداً للتلقي,وخاصة في الخلوة.
3- يؤخذ من قول ابن مسعود رضي الله عنه:" أقرأ عليك وعليك أنزل" تواضع أهل العلم والفضل ولو مع أتباعهم.
4- ترديد الآية والتخشع والبكاء عندها سنة ,والأدلة في ذلك كثيرة منها: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح,هي قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ }(118) سورة المائدة,وهو منهج السلف الصالح رحمهم الله فعن عبادة بن حمزة قال:"دخلت على أسماء رضي الله عنها,وهي تقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} (27) سورة الطور,فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال عليّ ذلك,فذهب إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت,وهي تعيدها وتدعو",ولترديد الآيات أثر كبير ,فهو يدعو إلى تأمل الآية واستظهار مراميها ؛بل ويعالج أمراض القلب من الشهوات والشبهات.



الموقف الرابع: في الصلاة:
أزيز جوفه صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
إن للصلاة أركاناً وسنناً وروحها النية والإخلاص والخشوع وحضور القلب ومع عدمها تكون بمنزلة الهذيان, وما عظمت الصلاة في الإسلام إلا؛لأنها تشتمل على الذكر ,وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة تجتمع فيه كل معاني الخشوع,فعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء),ومعنى ذلك أن لجوفه حنيناً كصوت غليان القدر إذا اشتد.

الفوائد من الموقف:
1- الحرص على الخشوع في الصلاة ومما يعين على ذلك:
o الاستعداد النفسي للصلاة عند حلول الوقت.
o احتساب الوضوء والمشي إلى الصلاة وتذكر الأجور المترتبة عليها.

2- استجلاب الخشوع يكون بتفريغ القلب باستشعار أهمية الصلاة والتفهم للآيات ,ثم رد النفس قهراً إلى ما يقرأ فيها وتعظيم القيام بين يدي الله.



الموقف الخامس: عند القبر:
هذا الموقف عظيم ذو شجون إن لم تسقط الدموع عنده فمتى تسقط؟
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يحفرون قبراً فأسرع إليهم ينظر إليه وأخذ يبكي من هول هذه اللحظة الرهيبة.
فالقبر هو المثوى المستور الذي لا يعلمه إلا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور,عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال: علام هؤلاء ؟ قيل: على قبر يحفرونه, قال:ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه ,قال:فاستقبلته بين يديه لأنظر مايصنع, فبكى صلى الله عليه وسلم حتى بل الثرى دموعه,ثم أقبل علينا ,وقال: (أي أخواني لمثل اليوم فأعدوا ). رواه أحمد وصححه الألباني رحمهما الله


الفوائد من الموقف:
1- خشية النبي صلى الله عليه وسلم وتقواه.
2- أهم ما يذكرنا به القبر هو انقطاع العمل.
3- الاستعداد لذلك اليوم -يوم الجنائز والقبور-.
وكيف؟
بفعل الأسباب المنجية من عذاب القبر.
وماهي الأسباب؟
أجاب على ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فقال:"الجواب من وجهين مجمل ومفصل
المجمل: تجتب الأسباب التي تقتضي عذاب القبر ومن أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم ساعة يحاسب نفسه على ما خسره وربحه في يومه ويجدد له توبة نصوحا بينه وبين الله فينام على تلك التوبة ويعزم ألا يعود إليه إذا استيقظ ويفعل هذا كل ليلة,فإن مات يموت على توبة وإن استيقظ استيقظ مقبلاً للعمل مسروراً بتأخر أجله حتى يستقبل ربه بأعمال جديدة".انتهى بتصرف
المفصل: وهو ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الروايات التي تحدد الأعمال المنجية من عذاب القبر منها الرباط في سبيل الله إذا مات في رباطه,قراءة سورة الملك كل ليلة.


الموقف السادس: البر بالأم:
البر بالأم وإن كانت مشركة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: (استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي,واستأذنت في أن أزور قبرها فأذن لي, فزوروا القبور فإنها تذكر الموت).
لننظر إلى رقة قلبه صلى الله عليه وسلم,إذ لم ينس أمه بالرغم من أنه لم يرها,إنه البر بعد الوفاة فكيف يكون العقوق وهم أحياء!
السؤال الهام لماذا بكى صلى الله عليه وسلم؟
يقول القاضي عياض:" بكى صلى الله عليه وسلم على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به",أنها الرحمة والشفقة التي لا تخرج عن الإيمان بالقضاء والقدر فها هو صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لها فلم يؤذن له فما أعترض,بل سلم لقضاء الله وحكمته وإرادته في مثل هذه الأمور وما خرج فعله صلى الله عليه وسلم عن الحزن الطبيعي الذي لم يقعده عن أداء رسالته العظيمة.

الفوائد من الموقف:
1- جواز زيارة قبور المشركين,خاصة الوالدين.
2- النهي عن الاستغفار للكفار والمشركين.
3- قاعدة عامة تؤخذ من الموقف,أن الهداية بيد الله,يقول تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(56) سورة القصص, يقول السعدي رحمه الله في تفسير الآية:"يخبر تعالى أنك يامحمد وغيرك من باب أولى لا تقدر على هداية أحد ولو كان من أحب الناس إليك,فإن هذا أمر غير مقدور للخلق-هداية التوفيق وخلق الإيمان في القلب-وإنما ذلك بيد الله يهدي من يشاء وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه ممن لا يصلح لها".
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:"الهداية المنفية هنا هي هداية التوفيق ,فلا أحد يستطيع أن يوفق أحداً للحق وما علينا إلا دعوة عباد الله والترغيب في الدين ,ثم إن اهتدوا فلنا ولهم,وإن لم يهتدوا فلنا وعليهم".أ.ه بتصرف

نقطة هامة: قد يكون هناك حزن وهذا طبيعي ,ولكن المهم ألا يتحول إلى هم ويأس مقعد عن التوجيه والتبليغ ,ثم علينا اللجوء إلى الله بالدعاء.


الموقف السابع: السابقون الأولون:
هذا الموقف مع أحد السابقين الأولين إلى الإٍسلام الذين قال تعالى فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ }.(100) سورة التوبة
إذا أردنا أن نعرف من هو هذا الصحابي فلنسأل عنه دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛بل ها هو ينحني عليه يقبله,وهو ميت ودموعه كحبات اللؤلؤ تلمع فوق وجنتيه وتنساب حزناً عليه في مشهد خاشع حزين على أحد عظماء الإسلام السابقين.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه) رواه الترمذي وصححه الألباني رحمهما الله ,إنها علامة الرضا والمحبة والقبول إن شاء الله,ومن كانت هذه منزلته عنده صلى الله عليه وسلم فليبشر بالخير.
والسؤال من هذا الذي يبكيه صلى الله عليه وسلم؟هو :
· من السابقين الأولين ,إذ كان الرابع عشر من الصحابة الذين دخلوا في الإسلام.
· أول من توفي في المدينة من المهاجرين ,وأول من دفن في البقيع من المسلمين.
· كان عابداً مجتهداً من فضلاء الصحابة.
· له موقف يفيض إيماناً فعندما عاد المهاجرون من الحبشة دخلوا المدينة إما بجوار أو بالخفاء ,ففي البداية دخل عثمان بن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة ثم قال:"أكون في ذمة مشرك جوار الله أعز فرد عليه جواره".

الفوائد من الموقف:
1- منزلة عثمان بن مظعون عند النبي صلى الله عليه وسلم.
2- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه.
3- جواز تقبيل المسلم بعد موته.


نود أن نختم المحاضرة ببيان بعض الأمور الجالبة للبكاء المشروع:
هناك أسباب كثيرة يستدر بها العبد دمعه ويوجد بها بإذن الله عينين هطالتين بالدموع من خشيته تعالى منها:
تذكر الذنوب والمعاصي:
لو صدق الإنسان النية في حسابه لنفسه وتذكر ذنوبه ومعاصيه بشرط أن يكون مخلصاً في ذلك ,والله لتأخذه العبرة ولجاءت الدمعة؛كأنها شهاب مرسلة من قلب أحرقته المعصية,وسيكون لهذه الدمعات أثر,سيتغير الحال من السوء إلى الحسن ومن الضعف إلى القوة ومن الذل إلى الرفعة.
وليس المقصود من ذلك الدعوة إلى القنوط واليأس وإنما استعراض الذنوب؛لأن ذلك يقوي جانب الخشية والخوف من الله ويحمل على المواظبة والإكثار من العمل الصالح,وقد ورد في البخاري أن عائشة رضي الله عنها أقسمت ألا تكلم عبدالله بن الزبير,وهي خالته لسبب أغضبها ,فجاء بعض الصحابة ليشفعوا له عندها فرق قلبها وكلمته.
فما الذي حدث بعد ذلك؟
أخذت عائشة رضي الله عنها تواصل الصدقة والإعتاق حتى أنها أعتقت أربعين عبداً,وكلما تذكرت ذلك بكت حتى ابتل خمارها,فسبحان الله وما الذي كان منها سوى حنث يمين!.
استحضار الجنة ونعيمها:
التفكير في أهل الجنة واستشعار نعيمها من خلال الآيات في القرآن يوجد العبرة,فالعبد يتمناها ثم يرى أعماله لا ترتقي به إليها فيلجأ إلى رب السماء ودمعه على خده سحاء,عسى الله أن يقيله ليكون من السعداء.
استحضار العذاب في نار جهنم:
عند قراءة آيات العذاب لابد أن نشعر أنها تخاطب الكفار والمنافقين فقط وأن النار لهم,بل هناك موحدين ولكنهم عصاة ماتوا على المعصية ولم يتوبوا وقد يعذبون,إن تذكر ذلك لهو من أنفع الأدوية للقلب لترك المعاصي وللعين لاستجلاب الدمع.
والله أن آية في كتاب الله أخبرتنا بأن النار مورد للجميع,قال تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (71-72) سورة مريم,فمن استحضر مثل هذه الآية وسأل نفسه هل يكون من الذين اتقوا؟ أم من الظالمين؟ ثم لم تنهمر دموعه فليبك على حاله.
الدعاء:
فهو من أهم الأسباب لاستجلاب الدموع؛كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع).إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما


اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ...


 
التعديل الأخير تم بواسطة فهد شمر ; 12-10-14 الساعة 10:30 PM سبب آخر: تكبير الخط