الموضوع: سراق الحياه
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-15, 05:39 PM   #1
دروب الحب

الصورة الرمزية دروب الحب

آخر زيارة »  10-20-17 (04:50 AM)
الهوايه »  الخواطر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي سراق الحياه



سُـــــــرَّاقُ الحَيــــــاة ...




قد يُوجَدُ بيننا لُصوصٌ لا نعرفهم ، ولا تتَّضِحُ لنا هُويَّتُهم .
بل قد يُخالطوننا في كُلِّ لحظةٍ ولا نشعرُ أنَّهم يسرقوننا دُونَ أن ننتبِهَ لهم .

لُصوصٌ يلبسون ملابسَ أنيقةً ، ويتحدَّثونَ بكلماتٍ رقيقةٍ ،
ويُظهِرونَ صداقتَهم وحُبَّهم لنا ، وتعلُّقَهم بنا ، وقُربَهم مِنَّا .

ومع مرور الأيَّام تظهرُ لنا حقيقتُهم ، وتنكشِفُ نيَّتُهم ، وتتَّضِحُ مَقاصِدَهم .

فنُفيقُ على حقيقةٍ لم تخطُر ببالنا ، ولم نتوقّعها يومًا .
ونُصدَمُ حين نعلمُ أنَّ كثيرًا من مُمتلكاتِنا ومُتعلَّقاتِنا قد سُرِقَت مِنَّا .

والأصعبُ حين نعلمُ أنَّ قلوبنا هِيَ التي سُرِقَت .
بل المُحزِنُ أن نُسرِقَ ويُذْهَبَ بنا بعيدًا على حين غفلةٍ مِنَّا ،
وكأنَّنا كُنَّا في حالةِ إغماءٍ وغيابٍ عن الوَعي .



مِن بيــن هــؤلاءِ اللصــوص : التِّقنياتُ الحَديثةُ ؛ حاسباتٌ وجوَّالاتٌ ،
بما تحويه من مواقع ، وبرامج ، ودعواتٍ ، وحِواراتٍ ، ومُحادثاتٍ .

- يُنادِيها أبوها : يا بُنيَّة ، أحضِري لي كُوبًا من الماءِ ؛ لأشربَ .
فتَرُدُّ عليه قائلةً : انتظِر قليلًا يا أبي .
فهِيَ مشغولةٌ في مُحادثةٍ مع زميلتِها على الواتس أب .

- تطلُبُ منه أُمُّه أن يشتريَ لها بعضَ المُتطلَّباتِ من مَحَلٍّ قريبٍ
من البيتِ ، فيقولُ لها : سأُحضِرُها في وقتٍ لاحقٍ بإذن الله .
فهو مشغولٌ بقِراءةِ التَّغريداتِ على تويتر .

- تُعِدُّ زوجتُه العَشاءَ وتُنادِيه ، فيقولُ لها : لا أُريدُ أن آكُلَ الآن .
فهو مشغولٌ بمُشاهدة الصور على انستقرام ،
وإرسال الإعجاباتِ على فيس بوك .


- جاء مَوعِدُ مُحاضرتِها ولم تخُرج من البيت .
تقولُ لها أُمُّها : ما زِلتِ هُنا ! لقد بدأت مُحاضرتُكِ .
فتَرُدُّ ببُرودٍ : لا بأس ، سأكتُبُها من إحدى زميلاتي .
فهِيَ مشغولةٌ بالبحثِ عن تطبيقاتٍ جديدةٍ تُناسِبُ جوَّالَها .




سرقتنـــا التِّقنيــــاتُ من بين أهلنا وأحبابنا ، بل سرقتنا من أنفُسِنا .
أعطيناها جُلَّ اهتمامِنا ، حتى أثَّرت على عُقولنا ،
وأنستنا كثيرًا من أدوارنا ، وأشغلتنا عمَّن حولَنا .
ولكنَّ الأكثرَ ألمًا حين تسْرقُنا من عباداتنا :"

فهذه تنقُرُ الصَّلاةَ كنقر الغُراب ؛ حتَّى لا يفُوتَها اجتماعُ الصَّديقات ،
وتِلك تُؤجِّلُ وِرْدَها اليَوميَّ ، وأُخرى تتنازلُ عن بعض السُّنن .

لنُراجِع أنفُسَنا مُراجعةً دقيقةً ، ولنُعِد مُمتلكاتِنا المسرُوقة .



وقفــــةٌ حِواريَّــةٌ :

- هل تُؤيِّدين تخصيصَ وقتٍ يوميٍّ تقضيه في العالَم التِّقنيِّ ،
ثُمَّ تُكملي يومَكِ بعيدة عنه ؟!

- أأصبح من الضَّروريِّ التَّواجُدُ في جميع برامج التَّواصُل ،
أم يكفي التَّواجُدُ في واحدٍ أو اثنين منها وتُؤدِّي الغرض المنشود ؟!

- ماذا عن الألعاب وقضاءِ ساعاتٍ طويلةٍ في التنقُّل بينها ؟
كلمةٌ نوجِّهها لمُدمني الألعاب حتَّى يكادُون أن يناموا ويستيقظُوا عليها :


" همسـةٌ لقلبِـــك " :

جَرِّبي أن تقضــي يومًا كاملًا مُجــرَّدًا من التقنيــة .

تمنياتي لكِ بحيـــاةً سعيـــدةً تحاوليـــن فيها تنظيم وقتــك
وعدم السماح لسُــــرَّاقُ الحَيـــــاة ولصوصها بالثأثيــر على عقلك
حتى لا تنسيك واجبك نحو خالقك في عبــادة ، وواجباتك تجاه اسرتــك ،
فلا تسمحين لهم يسرقون منك كل وقتــكِ حتى لا تنشغليــن عن من حولكِ ...


لكم مني أطيــب التحـااايــــاااا ...

*
مما راق لي