تركيبتي النفسية و الانفعالية لم تأتي طلبية من مصنع في الصين
و لم أهندسها بخطوط لتواكب موجة عصرية ...
لأتآلف أو أتخالف مع الآخرين...
الحياة بليونتها و قسوتها شكلتني
الآخرين المتنفّذين كذلك نحتوني ...
المتغيرات الكونية .... الداخلية و الخارجية جميعها تحالفت مع إرادتي بضعفها و قوتها
لأصبح أنا
السريالية التي عشقتَ حرفها و روحها ...
و ثملَت فيك منذ أول انهيار للأسرار ....
السنوات التي لا أعرف حتى الآن بأي مقياس أحدد قيمتها و عددها ...
سنواتك معي ..
أم سنواتي معك !!
أو ربما سنواتنا بعيداً عن هذا الكون الذي فرغنا منه و لا يريد أن يفرغ منا ...
و سلسلة الأحلام بحلقاتها المتداخلة انفرطت ... و تناثرت
.. أو لأقُل رميناها لمن هم بحاجة لها ..
صهرناها على حرارة العشق فينا و شكلنا لنا حلما يخصنا ...
نرتديه في اللحظة التي يحين فيها لقاءنا المنتظر ...
حلما يتيماً و نحن أبويه ...
سوره قلبك ورجولتك
و زينته كل ما تطلبه عينيك و الكثير من جنوني ...
جنوني !!
أتساءل كيف أصبحت بلا عقل ... و الكل يشهد برجاحته !
كيف أصبحت الظلال ترعبني ...
و لا أتفقه في لا شيئيّتها ..
أتفحصها جزعاً و إن كانت تجسد خرافة أو وهماً يتلاشى في غضون إهمال ..
متلازمة الخوف و البقاء في المحال أنضجت ضعفي ..
و ذاكرتي المضمخة بأمنياتي المأسورة عبر السنين .. ركنتني على حافة الصمود ..
لا جَلَد عندي .. لأحتمل العودة إلى ما قبل الجنون ..
ففي الجنون بك اكتمل نضجي و ورعي و ولعي و اكتفيت ...
نفضت كفي و وضعتها في كفك و أخبرتك : إمضِ بي حيث شئت ...
و لازمني الشعور المفترس بأني ما خلقت إلا لك ..
رغم أن قلبك تأخر في لملمتي .. إلى حيث مسقط قلبي
أوَ بعد تلك الليالي التي تم فيها القمر في سمائي ..
كيف أستدل بالعتمة ..
أو حتى كيف أتغاضى عن خيوط الدخان التي تلوث مسائي الذي نعيش على ذكراه !!
أنت أصبحت عقدتي العشقية ... الوجع يغتال المنطق إن همّت بك هائمة ..
فلا تسألني : أين عقلي ؟!
سأسألك : أين قلبي ؟!