اذا جاء المساء
و قبلت الشمس جبين الارض
و عانق السواد السماء
واكتحلت النجوم من اديم الارض
تلتحف حروفي بعباءة الهذيان
و تشرد مني الكلمات
ممتطية جواد الجنون
أحبي الصامت مقهور
يا كبرياء شمسي التي تأبى الغروب
تــــأبـى قانـــون الخضوع
تأبى الابتعاد
وعلـى الـماء الركــود
اذا جاء المساء
وتسرب العطر الندي
لقطرات المطر فوق التراب
اجمع اشلاء حلمي
اجمع المصيـر
و اهرب نحو ليلي
ذاك المجهول الهوية
ذاك السكون الفطري
لأهرب كي امزق اخـر الزنابق
اخـر اللحظات بيديا
اسافر في ايامي
قد كانت اجمل ذكريات طفولتي
أجمل تنهدات آل الحياة
تلك القبلة الشهية
الممتزجة بنار البـارود
وأعياد اعوام الاعوام
وبطعم الحلوى الدمشقية
اذا جاء المساء
عانقت القبلات ابتهالاتي
ابواب السماء
وجرت الدموع نهرا
يجري بكل المفردات
يا قلبا ما نمى الحب فيه
حتى كان هو ارضا للمعجزات
يا فرحي الراكض في بساتين قلبي
و بحرا اغرقت فيه سفني من كثرة الموجعات
كيف ابتنو فوق كومة عظامي
هيكلا يتعبد فيه الزهاد
والقديسون
وتتلى عليه آيات وقنوت
اذا جاء المساء
تتطاير اوراقي عبر مساحات الـزمان
ويختزل القدر الصمت والكلام معا
ويتبعثر تعقـلي ... هناك
واصبحت اطارد النسيان
اطارد الذكريـات
ورائحة الدخـان
مـن العدم
لم يتبقى منه سوى
تعاستي المحرقة
وقهوتـي الـباردة
وانانيتي المتعجرفة
!ونافذة مغلقة
وصورة مجلد عتيق
وخطايا بملامح انسان
وذنب حبكِ الكبـير بالتحديد
ونوبـات جنون
وزلاتـ حماقات
ونصف عاشق حزيـن
اذا جاء المساء
اتصفح بحماقة عيناكِ علـى الــورق
وشفتاكِ الرخـام
تذوب كقطع السكر على الورق
تعشق .. وتكرة ...
وتعذب ... وتحن ...الى الورق
وتصلـي في معابد الورق
تعيش وتموت علـى الورق
حاولت ان اتحاشى غـروركِ
واغلق كل الصفحات
لكنني زلزلت بدهشة
وتغيرت عيناي عن النظر
اراكِ بكل حـرف
تعجنين الابجدية مع الصور
مع الساعات والدقائق والثواني
مع كـل خبـر
ترفع اسلحتك بوجهي
معلنة بداية الهجر
...وبعدها
تستوقف بدايات ام الورق
من الغرب الشـرق
اذا جاء المساء
تصبح كل الاشياء شبية ببعض
الا انتِ يــا سيدة الارض
ضحكتكِ الطفوليه
هي ماض ٍ ومستقبلا
وحاضرا ينهض
بلحنٍ غجريـ ٌٍ
وينمو برعشة الجسد
منه تنفض
بسلالات الياسمين الناعمه
تطـوقني...
بخطوط الطـول والعرض
الا انتـِ يــا سيدة الحضارة
نقشكِ قـد كاد يقتلني ,,, يلعنني
يقسمني ويجزئني
ويفتتني كالحجارة
في كل البقــاع العالم
اتبلور فوق الشوق والحنين
على ايقاع الجيتارة
اعزف وا كتب
بموسيقتكِ الهادئة
وبترنيمتكِ الملائكية
اذا جاء المساء
تغفو الفراشات على خدكِ المرمري
تمارس ما وراى الطبيعة
في ما وراى ماهيتكِ
تنفسها... ونومها... واحلامها
قصص واساطير
عشقها مشرق وعميق
وكأنهـا تغفو في باريس الانيقة
فوق برج ايــفل
على ضـوء القمر
خجلة بحضرتكِ وبمكوثها
تسامركِ طيله المساء
طـول العمر
وتتغنى بشهيق الوطن
وتلصق قبلاتها بذروة فوق خدركِ
لتصبح كالجوهر والعقيق
لتهمس عذوبة ورقة
لتداعب الفصول نسيمكِ
وتنتبذ منك ِواليكِ